بينما تبقت سبعة أيام وينقضي اتفاق سمح منذ يوليو 2022 بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، لا تجد موسكو سببًا يدفعها لتجديده وسط انتقادات تتعلق بالمستفيدين منه، بينما أكدت، اليوم الاثنين، استعدادها لتلبية احتياجات شركائها العرب من الحبوب دون عقبات.
دون عقبات
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عن استعداد بلاده لتلبية احتياجات شركائها العرب من الحبوب، نافيًا وجود أي عقبات أمام الأمر.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي عُقد اليوم، في موسكو في أعقاب الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربي على مستوى وزراء الخارجية "نبيع الحبوب كما بعناها سابقا. نفي بجميع التزاماتنا دون استثناء. نحن مستعدون لتلبية جميع الاحتياجات بما في ذلك الاحتياجات الإضافية لشركائنا العرب، ولا توجد أي عقبات أمام ذلك"، وفق ما أوردته وكالة الإعلام الروسية.
جهود "لا تصدق" بلا نتائج
كما تحدث وزير الخارجية الروسي، اليوم، عن الجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة لتنفيذ الجزء الروسي من "اتفاق الحبوب" الموقع في اسطنبول، لكنها لم تسفر عن أي نتائج.
مؤكدًا أن الجزء المتعلق بموسكو من صفقة الحبوب "لم ينفذ على الإطلاق في أي من نقاطها"، مضيفًا "لقد سمعنا منذ عدة أشهر من ممثلي الأمانة العامة للأمم المتحدة أن الأمين العام ونوابه الذين صدرت لهم تعليمات بالتعامل مع هذا الأمر، يبذلون جهودًا لا تصدق. لم تؤد هذه الجهود التي لا تصدق إلى أي نتيجة على الإطلاق".
ورفضت موسكو، قبل نحو أسبوع، مقترح الأمم المتحدة لإنشاء قناة اتصالات خاصة فيما بين بنك جي.بي.مورجان والبنك الزراعي الروسي، واعتبرته لا يمثل "بديلًا جيًدا" لعودة البنك لاستخدام نظام سويفت للمدفوعات المصرفية الدولية.
لا سبب للتجديد
وقبل نحو أقل من أسبوعين على موعد انتهاء الاتفاق، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن موسكو "لا تجد سببًا يدفعها لتجديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود".
وأضافت الوزارة في بيان، الثلاثاء الماضي، أن روسيا تبذل كل ما في وسعها حتى تتمكن جميع السفن المشمولة بالاتفاق من مغادرة البحر الأسود قبل انتهاء أجل الاتفاق في 17 يوليو الجاري.
وأنذرت موسكو لمرات عدة بالانسحاب من اتفاق الحبوب، دافعة بأن بعض البنود الخاصة بتسهيل صادرات الأسمدة الروسية للأسواق العالمية "لم تحترم" واتهمت حلفاء كييف الغربيين بعرقلة تطبيقه.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، في وقت سابق من أبريل الماضي، إنه "لا يمكن إنقاذ الاتفاق إلا من خلال تنفيذه بصورة كاملة"، وشددت على أنه "ليس مائدة يمكنك الاختيار منها".
مَن المستفيد مِن الاتفاق؟
وانتقدت روسيا، في وقت سابق، أكتوبر الماضي، آلية التعامل الأوكرانية مع اتفاق الحبوب، وأنه لا يتفق مع الأهداف الإنسانية، التي أبرم على أساسه، كاشفة عن أن الدول الأشد فقرًا تحصل على ثلاثة في المئة فقط من صادرات الغذاء.
وقالت موسكو في بيان لها: "اتضح أن الموقع الجغرافي للدول المتلقية لهذه الشحنات لا يتسق بالمرة مع الأهداف الإنسانية المعلنة من قبل". وأضافت "تلقت الدول الأكثر حاجة مثل الصومال وإثيوبيا واليمن والسودان وأفغانستان ثلاثة بالمئة فقط من الغذاء، وأغلبها من برنامج الأغذية العالمي".
الاتفاق أبرمته روسيا مع أوكرانيا، يوليو الماضي، بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، وتم تمديده في نوفمبر، ثم في مارس، ومرة أخرى في مايو وأخسرًا وافقت موسكو على تجديده لمدة 60 يومًا حتى 17 يوليو الجاري، وذلك للتصدي لأزمة غذاء عالمية نجمت عن أسباب من بينها الصراع الروسي الأوكراني، الذي اندلع منذ 24 فبراير 2022، وعرقل وقتها تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود.
وبحسب الأمم المتحدة، صدرت أوكرانيا بموجب الاتفاق أكثر من 25 مليون طن من الحبوب أغلبها من الذرة والقمح. وكانت أهم الوجهات الأساسية للشحنات هي الصين وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وهولندا، وفق رصد في وقت سابق أوردته وكالة رويترز.