يحتفل محرك البحث الشهير "جوجل" بالملحنة وعازفة العود ورائدة الموسيقى السودانية، أسماء حمزة بشير، تقديرًا لإسهاماتها في مجال الموسيقى بالسودان، باعتبارها من أوائل النساء اللاتي اقتحمن هذا المجال، فوضع "جوجل" صورتها وهي تمسك بآلة العود ونوتة موسيقية.
بدأت علاقة أسماء حمزة - المولودة في 11 ديسمبر 1936، بالعود في نهاية الأربعينيات، تحديدًا عام 1948 بمدينة كسلا السودانية، ورغم موهبتها الكبيرة وتأثير موسيقاها في نفوس الشعب السوداني، لكنها لم تكمل تعليمها، لتقول في لقاء سابق لها: "جدي العمدة بشير نصر كان يرى أن الفتاة عندما تكتب وتقرأ فهذا يكفي للتعليم، فوصلت لمرحلة متوسطة من الدراسة ثم خرجت من المدرسة".
حبها وعشقها واهتمامها بالعود بدأ منذ الصغر، واعتبرته صديقًا لها، إذ وصفته في أحد لقاءاتها بأنه أحب وأقرب صديق ودود لها، ارتبطت به من الطفولة حتى فارقت الحياة.
"رُبَّ ضارة نافعة".. هكذا يمكن وصف كيف تحولت أزمة عانت منها لميزة، إذ لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في تعلمها العود، إذ إنها كانت تهوى الغناء لكن بسبب ولادتها بمشكلة في أحبالها الصوتية لم تتمكن من الغناء، لتؤكد أسماء حمزة أنها لجأت لاستخدام الصفارة لتطرب نفسها، وفي إحدى المرات سمعها والدها وهي تغني بها فأعتقد أن معها شاب، وعندما علم أنها هي من كانت تغني بالصفارة بسبب وجود أزمة في صوتها اشترى لها العود، وسرعان ما تعلمت العزف عليه في غضون 15 يومًا فقط.
قدمت أسماء حمزة نحو 90 لحنًا، ولقبت بعدد من الألقاب منها "عاشقة أم كلثوم" لحبها الشديد لكوكب الشرق وتأثرها بالفن المصري وكبار مطربيه، كما لقبت أيضا بـ"أميرة العود"، وقدمت أول أغنية من تلحينها هي أغنية "يا عيوني" من ديوان "الملاح التائه" للشاعر المصري علي محمود طه، عام 1956، وأسهمت في تعليم الكثير من أبناء بلدها العزف وكان من بينهم الفنان السوداني المعروف بشير عباس، وبعد رحلة عطاء طويلة استمرت لأكثر من 70 عامًا في مجال الموسيقى، توفيت 21 مايو 2018، عن عمر تجاوز الـ80 عامًا، تاركة مسيرة طويلة جديرة بالاحتفاء بها.