على مدار أكثر من 50 عامًا قضتها الفنانة المصرية سميرة محسن معطاءة للفن ومحبة له وشغوفة به، ليس فقط كممثلة ولكن كمؤلفة ومنتجة، إلا إنها قررت إعلان اعتزال الفن نهائيًا واكتفائها بالعمل في التدريس أستاذةً بمعهد الفنون المسرحية، تاركةً التمثيل بلا رجعة، ليكون مسلسل "حكاية حياة" الذي قدمته منذ 10 سنوات وتحديدًا عام 2013، آخر أعمالها.
وعن خلفيات هذا القرار، أكدت سميرة محسن لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن هذا القرار أخفته عن الجميع، ومنهم الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية الذي لم يعلم به سوى منذ شهر واحد فقط بالصدفة، في حين أنها اتخذته قبل أكثر من عامين ونصف العام.
تربت سميرة محسن في كنف كبار المخرجين وتعلمت على يد المؤثرين من الفنانين الذين تعاونت معهم، وأكدت أن ما دفعها لاتخاذ هذا القرار هو اعتراضها على بعض التفاصيل الخاصة بنظام العمل بالساحة الفنية، ومن بينها عدد ساعات العمل الطويلة التي كانت تصل إلى 18 ساعة يوميًا، وهو ما قد يسبب مشاكل كبيرة للفنانين والعاملين في هذه الصناعة، قائلة:" لا أتصور أن شخصًا يظل يعمل ساعات طويلة قد تصل إلى يوم كامل بدون نوم، فهذا النظام لم نتربى عليه، فهل هناك ممثل عبقري يمكن أن يقدم فنًا جيدًا وهو في حالة عدم تركيز بسبب التصوير المتواصل على مدار اليوم؟ هذا بالطبع مستحيل".
لم يكن هذا السبب الوحيد الذي دفعها لإعلان اعتزالها، إذ أضافت:" نظام العمل ككل غير مشجع على العمل فمثلًا لا يوجد تحضير كافٍ للأعمال قبل دخولها، فالممثل يحصل على 3 أو 5 حلقات فقط من العمل يبدأ بها التصوير ولا يعرف تطورات الشخصية ويتفاجأ بأحداث على الهواء، فأنا عملت في ظروف مغايرة منها أن يكون السيناريو جاهزًا قبلها بفترة، وأتسلم حلقاته كاملة قبل شهر من بدء التصوير، وتحضير ملابس الشخصية وتفاصيلها لمعرفة تحولاتها وانفعالاتها ودراستها، وخاصة أنني أستاذة بالمعهد أُعلم الطلاب كيف يجرون دراسة للشخصيات للتعرف على تطوراتها، فكيف أناقض ما أعلمه لأبنائي من الطلبة".
وعن السبب الذي دفعها لإخفاء قرار اعتزالها رغم اتخاذه قبل عامين ونصف العام، قالت: "ما دفعني لذلك أنني أخذت قراري بغير رجعة ولا أنتظر من أحد أن يُثنيني أحد عن هذا القرار، ولا أريد من الناس أن تصالحني أو يطلبونني في دور، ولذلك قمت بإغلاق البطاقة الضريبية منذ عام بعد أن أخذت القرار الصحيح".
وأشارت سميرة محسن إلى أنها لم تندم على عمل قدمته في حياتها، لأنها عملت بالفن حبًا فيه، وعن ذلك قالت: "لم أقدم عملًا وندمت عليه، ولم يجبرني أحد على تقديم عمل، بل بالعكس تمامًا أنا فخورة بما قدمته على مدار مشواري الطويل منذ أن بدأت مسيرتي بتقديم مسلسل (ميرامار) عن رائعة الكاتب نجيب محفوظ، بينما كانت تقدمه شادية في السينما، وخرجت من عباءة كبار المخرجين مثل حسين كمال وعاطف الطيب وحسام الدين مصطفى وغيرهم".
أضافت: "لم أكتفِ بعملي ممثلة في السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة، ولكن كنت مؤلفة لعدد كبير ومهم من الأعمال منها مسلسلا (الست أصيلة)، و(أم العروسة)، كما أنتجت عدة أعمال، مثل فيلمي (سنة أولى نصب)، (ملاكي إسكندرية) وكثير من المسلسلات للتليفزيون المصري".
وعلى الجانب الآخر، كانت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي، اختارتها لتكريمها ولتحمل الدورة الثامنة اسمها، المقرر إقامتها خلال الفترة من 25 إلى 30 نوفمبر 2023، بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، لتعرب عن سعادتها بهذا الاختيار، وأنها من الداعمين للمهرجان منذ دورته الأولى ولم تغب عنه نهائيًا بخلاف دورة واحدة، لتوجه الشكر لإدارته على هذا التكريم.
