بمشاركة مصرية وعربية، انطلقت فعاليات الدورة الثانية من "مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة"، بحضور وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، بمسرح الأوديون بعمان، وتحمل دورة المهرجان اسم الفنان العربي الكبير الراحل عبد الرحمن عرنوس.
أكدت هيفاء النجار على أهمية المسرح في ترسيخ التجارب الفنية المتعددة وإعلائها، باعتباره دواء للعقول والخيال، بينما أشار نقيب الفنانين الأردنيين، المخرج محمد يوسف العبادي، إلى دور المسرح في إنعاش الساحة الفنية، مؤكدًا ترحيب الأردن بجميع المبدعين العرب.
كسر عزلة المسرح والجمهور
وشدد مدير المهرجان المخرج حكيم حرب، على دور المهرجان في كسر عزلة المسرح والجمهور، من خلال الخروج من القاعات المغلقة إلى الساحات المفتوحة، في أكثر من مكان في عمان، بهدف الوصول إلى الجمهور.
وكشف "حرب" عن نقل مقر "فرقة الرحالة" إلى المسرح التابع لمقهى جفرا في وسط البلد ومسرح ساقية الدراويش في اللويبدة، بهدف الانفتاح بصورة أكبر على الجمهور في الفضاءات المفتوحة.
مشاهدات من حفل الافتتاح
قدم حفل الافتتاح الفنانان أسعد خليفة وعبير عيسى، وحضره نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي، وضيوف المهرجان. وكرّم عددًا من المسرحيين الأردنيين، ممن لهم إسهامات كبيرة في حركة المسرح الأردني وهم: المخرج والكاتب المسرحي عبد اللطيف شما، الفنانة قمر الصفدي، الفنان محمد العبادي، الفنان حابس حسين، المخرجة مجد القصص، والكاتب المسرحي والروائي مفلح العدوان.
كما شهد الحفل تقديم مسرحية "فرجة عرنوسية" من إخراج حكيم حرب، عن نصوص عربية من تأليف عبد الرحمن عرنوس، وتمثيل شام الدبس، محمد كيمو، تامر العساف، حيث استحضر العرض "شخصية المهرجان" الفنان الراحل الدكتور عبد الرحمن عرنوس، الذي عاش في الأردن منتصف الثمانينيات، وأسس "مختبر اليرموك المسرحي"، وتتلمذ على يديه العديد من الفنانين الفاعلين في الساحة الفنية الأردنية والعربية، إذ اقتبس العرض الفرجوي الاحتفالي، الذي بدأ بدبكة شعبية مستوحاة من التراث الشعبي والفلكلور الأردني، مجموعة من مسرحيات الراحل، وهي: "رحمة"، و"شاطىء الزيتون"، و"من يرفع الستار".
وتضمن حفل الافتتاح، عرضًا لفرقة موسيقات القوات المسلحة الأردنية، وآخر لمسرحية "محفل الدمى" التونسية.
تكونت لجنة تحكيم المهرجان من الدكتور جواد الأسدي والدكتور رياض السكران من العراق، والدكتور حبيب غلوم من الإمارات، والدكتورة لطيفة البقمي من السعودية، ومحمد الروبي من مصر، وميهيلا ميهوت من أمريكا، والفنانة عبير عيسى من الأردن.
9 عروض عربية
وتشارك في فعاليات المهرجان 9 أعمال مسرحية، هي: "فرجة عرنوسية" و"الطوافة" و"واق الواق" من الأردن، و"كلارينيت" و"2077 من يريد البقاء" من فلسطين، و"بأم عيني 1948" من الإمارات"، و"عفواً أرسطو دعني أجرب" من مصر، و"الغضراء" و"محفل الدمى" من تونس.
ويشتمل المهرجان على ندوة فكرية بعنوان "رحلة عبد الرحمن عرنوس المسرحية والإنسانية"، تكريمًا للفنان المصري الراحل، يديرها الدكتور مخلد الزيودي، ويشارك فيها: عبد الكريم برشيد من المغرب، وعصام السيد ومحمد الروبي ومحمد المديوني وهند سلامة وعمرو قابيل من مصر، ورياض موسى السكران وبشار عليوي من العراق، وحبيب غلوم من الإمارات، وعبيدو باشا من لبنان، وحاتم السيد وحسين الخطيب وفراس الريموني ونبيل نجم وهاني الجراح ومفيد الحوامدة وعبد الحميد حمام ومخلد الزيودي وباسم دلقموني وماهر خماش وغنام غنام وجميل براهمة وعلي عليان وناجح أبو الزين وحكيم حرب من الأردن.
ورش مسرحية
كما تقام خلال المهرجان، ورش مسرحية إبداعية، هي: "المكياج الدرامي" تقدمها: أميمة بنعياد من المغرب، "التعبير الجسدي" تقدمها: كونتين جوي من فرنسا و"الكوميديا المرتجلة" يقدمها: بوريس أوليفر من بلجيكا، و"ورشة التمثيل" تقدمها: ميهيلا ميهوت من أميركا، و"ورشة الصوت والغناء" تقدمها: كاثلين بيل من أمريكا.
وينظم المهرجان أيضًا عددًا من الندوات التقييمية للعروض المسرحية، يشارك فيها نخبة من النقاد والفنانين المسرحيين والإعلاميين الأردنيين والعرب.
ويوقع المخرج المسرحي حكيم حرب، على هامش فعاليات المهرجان، كتابه: "القبطان الذي ضل طريقه نحو المسرح" الذي يلخص فيه سيرته الذاتية ومحطات في مسيرة مسرح الرحالة عبر أكثر من ثلاثة عقود.
تقام الدورة الثانية من المهرجان التي تستمر حتى مساء يوم السبت المقبل، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ونقابة الفنانين الأردنيين، وأمانة عمان الكبرى، ومهرجان جرش للثقافة والفنون، فيما تعرض الأعمال المسرحية، في: المسرح الروماني الصغير "الأوديون"، الساحة الهاشمية، ساحة مسرح أسامة المشيني، وساحة نقابة الفنانين الأردنيين، وساقية الدراويش في جبل اللويبدة، ساحة غاليري راس العين، وساحة مركز الحسين الثقافي، وساحة النخيل أمام مبنى أمانة عمان الكبرى في رأس العين.