جليز جارنر: لم أذهب يوما إلى هناك.. ولا أهدف إلى الربح من أفلامي الوثائقية
كنز أبهر المخرج الأمريكي جليز جارنر، حينما فتح صندوق أحد أصدقائه، وأفرغ محتوياته فانبهر بما رآه، ولم يصدق أن صديقه يحتفظ بهذا الكم الكبير من الشرائط التي توثق رحلته من الهند إلى أفغانستان، فقرر أن يعيش الرحلة نفسها معه وينقلها إلى العالم كله ويجوب بها المهرجانات المختلفة بفيلم وثائقي يحمل اسم "مناخ أكثر برودة"، من نيويورك وصولًا إلى مصر بمشاركته في الدورة الرابعة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، ضمن برنامج عروض خاصة، فكيف كان استقبال جمهور المهرجان لهذه الرحلة؟.. ولماذا جذبت هذا المخرج الذي لم يذهب من قبل إلى أفغانستان؟
مفاجأة
يؤكد "جارنر" أنه انبهر بالجمهور الذي رأه في العرض الأول للفيلم بالشرق الأوسط من خلال مهرجان القاهرة ويقول: "حصلت على ردود فعل رائعة حينما عُرض الفيلم في "نيويورك"، لكن المفاجأة بالنسبة لي هو وجود جمهور من أعمار مختلفة وخاصة الشباب ودارسي الأفلام الوثائقية، في القاهرة السينمائي، الذين كانوا سعداء بالعمل، وتواصلوا معي بعد العرض ليبدوا إعجابهم بالفيلم، وهو خلاف ما كنت أعتقده بأن الجمهور الشباب العربي اقتصرت مشاهداته على المنصات الإلكترونية، ولكن في القاهرة السينمائي أنبهرت، وخصوصًا بحضورهم الكبير في ندوة المخرج المجري بيلا تار.
بداية الرحلة
يحكي "جارنر" عن كواليس تعلقه بفكرة الفيلم ويقول: "في البداية عرض عليّ صديق مجموعة من الشرائط المسجلة لرحلته إلى أفغانستان، وفكرت في الأمر وقررت أن أرى ما سجله، ففوجئت بكم كبير من شرائط الفيديو القديمة المليئة بالتفاصيل وانبهرت، وقررت أن أنقل محتويات هذه الشرائط إلى العالم كله، وبدأنا نتناقش هل نبدأ الفيلم بوصوله أفغانستان أو ننطلق من الهند، واستقررنا على الإقتراح الثاني، وبدأت تفريغ محتويات الشرائط واستمر هذا معي سنوات طويلة، خاصة أنني لم أذهب يومًا إلى أفغانستان، وكل معرفتي عنها كان من خلال وثائق صديقي.
صعوبات
بجانب التحضير الكبير لـ"جارنر" كان هناك عائق آخر زاد من تعطيل خروج الفيلم للجمهور، حيث يقول: "كورونا كانت سببًا لأن نتوقف فترة، وذلك لأن صديقي الذي حرص على أن يشارك معي في إخراج الفيلم موجود في فرنسا، أما أنا فكنت في نيويورك، وكان السفر صعبًا، لكن في النهاية استطعنا أن ننتهي من الفيلم ليخرج بشكل جيد ومازال أمامنا رحلة أخرى لمجموعة من مهرجانات العالم المختلفة.
بدايات
وحرص "جارنر" على أن يحكي بدايات تعلقه بهذا العالم، ويقول: "منذ كان عمري 10 سنوات، بدأ شغفي بالإخراج، وقررت أن أعمل كمساعد مخرج لفترة حتى أحصل على الخبرة المناسبة التي تؤهلني لأكون مخرجًا محترفًا، وهناك أصدقاء كثيرون أثروا في مشواري، واستمتعت بالعمل معهم.
الربح
وعما إذا كان يحصل على الربح المناسب من وراء تلك الأفلام قال: "أنا لا أهدف إلى الربح، فأنا من أنتج تلك الأعمال بمصاحبة شريك لي، والهدف الأساسي أن أستمتع بما أصنع، وأخرج الكثير من الأفلام الوثائقية وأنقل بها ما أراه إلى العالم".