يقع دير "الأنبا بشاي والأنبا بيجول" الشهير بالدير الأحمر، غربي محافظة سوهاج، إحدى محافظات صعيد مصر، بنحو 12 كيلومترًا تقريبًا، في منطقة جبلية تبعد عن دير الأنبا شنودة الشهير بـ"الدير الأبيض"، نحو 4 كيلو مترات تقريبًا، ويرجع بناؤه إلى القرن الرابع الميلادي.
وبُني الدير على النظام الباخومي، أي نظام الشركة الرهبانية، على شكل بازيليكا ذات صحن طويل، ينتهي بجنبات الهيكل الثلاث، وهي تركيبة معقَّدة من الطاقات الحائطية والأعمدة والنحت.
وجميع أسطح وحوائط الدير مغطاة بالرسومات، التي يتضح من خلالها عظمة الفن القبطي في ذلك الوقت.
مكونات الدير الأحمر
يتكون الدير الأحمر من مبنيين، الأول يضم الكنيسة الرئيسية "كنيسة الأنبا بيجول والأنبا بشاي"، وهى عبارة عن مساحة مستطيلة مقسمة إلى صحن يتكون من 3 أجنحة، بالإضافة إلى كنيسة القديسة العذراء مريم الأثرية وكنيسة القديس الأنبا كاراس السائح وكنيسة الأنبا بيجول والأنبا بشاي وكنيسة الرهبان وكنيسة الشهيد أبسخيرون القلينى وكنيسة القديسين مكسيموس ودوماديوس.
أما المبنى، فهو الحصن والذي يُرجّح أنه يرجع إلى عصر الإمبراطورة هيلانة، وهو عبارة عن مبنى مربع تقريبًا، ويضم مجموعة من الوحدات التى تمكن الرهبان من العيش فيها لفترة طويلة، ويقع بداخله كنيسة والقلالي والمخازن ومصادر المياه.
وتبين رسومات الأشخاص الدينية والنقوشات التنوع في الألوان والأشكال والمساحات والإضاءة، وقد تم ترميم الهيكل بين عامي 2002 و2012، وأصبحت الرسومات الجدارية التي كانت مغطاة بالأدخنة والأتربة مرئية لأول مرة منذ عدة قرون.
سبب التسمية
أنشأ الدير الأنبا بشاي فى أوائل القرن الرابع الميلادى، واستخدم الطوب الأحمر كمادة أساسية فى تشييده، لذا سُمي بالدير الأحمر، كما استخدم حجر الجير الأبيض وبعض الأعمدة من الجرانيت الوردي والأسود.
تعرض الدير للحريق
تعرض الدير الأحمر للحريق مرتين، الأولى أثناء الحكم الروماني والثانية بفعل البربر، ولم يتبق منه سوى الكنيسة والحصن الذي يقع فى الجهة الجنوبية من الكنيسة، كما توجد بقايا أجزاء معمارية إلى الشمال من الكنيسة، ويعتقد أنها أجزاء من مدينة صناعية.
أعمال الترميم
تم اعتماد مبلغ 30 مليون جنيه من هيئة اليونسكو، بالاتفاق مع جامعة جنوب الوادي المصري لتطوير الدير وجعله مزارًا سياحيًا عالميًا، وبدأ العمل فيه عام 2017، من خلال بعثة إيطالية لترميم الرسومات الجدارية بالدير.
وقال القمص أنطونيوس الشنودى، أمين الدير الأحمر إن هناك اهتمامًا كبيرًا من الدولة المصرية متمثلة فى وزارة الآثار، بترميمه.