تستعد شركة "ميتا"، لإعادة إطلاق تطبيق "ثريدز" من جديد، بمميزات جديدة، لمنافسة تطبيق "تويتر"، ومحاولة الاستحواذ على حصته في سوق وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت واصل فيه المليادرير الأمريكي إيلون ماسك إثارة الجدل حول مستقبل المنصة بقراراته غير المعتادة، التي كان آخرها إعلان أنه سيحد من عدد التغريدات التي يمكن لمستخدمي تويتر قراءتها في اليوم.
"ثريدز"، ليس المنافس الأول لـ"تويتر"، فهناك "تروث سوشيال" المملوك للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، و"بلو سكاي" وغيرها، إلا إن "ثريدز" ينطلق بميزة كبيرة وهي أنه يحتوي بالفعل على قاعدة مستخدمين ضخمة، إذ قال مارك زوكربيرج إنه سيكون تابعًا لـ"إنستجرام"، وسيتيح للمستخدمين متابعة نفس الحسابات التي يتابعونها على المنصة، والاحتفاظ بنفس اسم المستخدم.
ويأتي إعلان "ميتا"، عن إطلاق التطبيق مرة أخرى بعد نحو شهر من حديث "ماسك" عن "نزال في قفص"، ليرد عليه زوكربيرج قائلًا: "دلني على المكان".
وأدرجت "ميتا" تطبيق "ثريدز" بالفعل على متجر التطبيقات على أجهزة أبل، مع ملحوظة أنه سيكون متاحًا للتثبيت بدءًا من يوم الخميس.
توقيت الإعلان عن إطلاق "ثريدز"
يأتي إطلاق التطبيق في وقت أعلنت فيه منصة "تويتر"، قائمة من القيود على استخدام التطبيق، منها الحاجة لاستخدام حسابات موثقة لاستخدام "تويت.ديك"، وفرض سقف على عدد التغريدات التي يمكن لكل مستخدم رؤيتها، إضافة إلى حجب رؤية التغريدات حال عدم تسجيل الدخول.
واختارت "ميتا" هذا التوقيت، للاستفادة من حالة الغضب، التي سيطرت على مستخدمي "تويتر"، جراء قرارات ماسك، والتي أدت بالفعل إلى فرار بعض المستخدمين إلى المنصات البديلة مثل "بلو سكاي" و "ماستودون"، وغيرها.
ورغم أن التطبيق الجديد سيكون مرتبطا بـ"إنستجرام"، إلا إنه سيعمل كتطبيق مستقل، ويتيح مشاركة الموضوع والآراء والتفاعل معها بالإعجاب والتعليق وإعادة النشر، وأيضًا إتاحة التحكم في من يمكنه الرد على المنشورات من قبل الناشرين.
إعادة إطلاق
تطبيق "ثريدز" ليس تطبيقا جديدًا، وقبل أكثر من عام قررت شركة "ميتا"، غلقه لأنه لم يحظ بالاهتمام الكاف وقتها، ففي نوفمبر 2021 قررت "إنستجرام" إغلاق التطبيق، بحلول ديسمبر 2021، وأرسلت الشركة للمستخدمين إشعارات تخطرهم بالإغلاق وتوجههم بالعودة لإنستجرام لمراسلة أصدقائهم.
ظهر تطبيق ثريدز لأول مرة في 2019، ورغم محاولات تطويره استمر في الفشل، وحل في المرتبة رقم 2014 في فئة الفيديو والصور على متجر التطبيقات في الولايات المتحدة، رغم أنه شهد ما يقرب من 13.7 مليون عملية تثبيت في جميع أنحاء العالم، بحسب بيانات شركة "سينسور تاور" المتخصصة في متابعة التطبيقات.
توقعات بسحب البساط من "تويتر"
رغم إن التوقيت مناسب لإطلاق "ثريدز" مرة أخرى، يواجه العديد من الانتقادات حتى قبل إطلاقه، وكان على رأس المهاجمين، جاك دروسي، مؤسسس تويتر، ورئيسها التنفيذي السابق، والذي انتقد سياسة التطبيق الجديد، واهتمامه بجمع المعلومات من المستخدمين، أما المدير الهندسي السابق في "تويتر"، فعبر عن دعمه لتطبيق "ميتا" الجديد، قائًلا إنه "كان متوقعاً أن تحاول ميتا استغلال عدم استقرار الأوضاع داخل تويتر"، معربًا عن دعمه للتطبيق الجديد، في حال تحققت وعوده بالاعتماد الرئيسي على نهج "لا مركزي" في تخزين البيانات.
نهج لا مركزي في تخزين البيانات
موقع The Verge، كشف معنى اعتماد التطبيق "نهج لا مركزي" في تخزين البيانات، قائلًا إنه يعني توافقه مع بروتوكول ActivityPub التقني، وهو ما يسمح للمستخدمين بالتنقل بين مختلف التطبيقات والمنصات التي تدعم هذا البروتوكول، ما يخلق عالمًا رقميًا ممتدًا لا حدود له يُعرف باسم Fediverse، ويتضمن تنوعًا كبيرًا من المحتوى المتاح للمستخدمين.