بمكتب معني بالتهديدات النابعة من الداخل، وتعيين رقباء على المعلومات السرية للغاية، وتدابير أخرى، يعتزم البنتاجون تبني استراتيجية جديدة لتشديد القيود على المعلومات شديدة السرية في أعقاب حادث تسريب وثائق البنتاجون في أبريل الماضي.
تشديد القيود
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، اليوم الأربعاء، عقب مراجعة استمرت 45 يومًا منذ وقوع حادث التسريب، عزمها تشديد القيود على المعلومات "شديدة السرية".
وقال البنتاجون إن التدابير الجديدة تتضمن تعيين "رقباء على المعلومات السرية للغاية" وإنشاء مكتب جديد للتهديدات النابعة من الداخل وخطط لنظم كشف الأجهزة الإلكترونية في مناطق العمل التي تضم معلومات سرية للغاية، وفق ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.
واقعة التسريب وتبعاتها
وفي يوم 7 أبريل الماضي، ظهرت مجموعة من الوثائق السرية بدا أنها تتناول بالتفصيل أسرار الأمن القومي للولايات المتحدة على موقع ديسكورد للمراسلة، ومنصات أخرى مثل فور تشان وتيليجرام وتويتر، تحمل تاريخ الأول من مارس للعام الجاري وأختامًا تصنفها أنها "سرية للغاية".
وفي أعقاب ذلك، فتحت وزارة العدل تحقيقًا جنائيًا رسميًا يتعلق بالأمن القومي الأمريكي، بعد أن أحالت وزارة الدفاع الأمر إليها في حادث التسريب، ومن جانبها أكدت منصة ديسكورد، على عزمها التعاون مع سلطات إنفاذ القانون فيما يتعلق بالحادث.
وتمحور مضمون غالبية الوثائق الأمريكية المسربة حول الصراع في أوكرانيا، وتقديرات الولايات المتحدة لكفاءة أطرافها وعتادها العسكري، وخططها بالشراكة مع الناتو لدعم كييف، لكن تقديرات حلفاء واشنطن وغير الحلفاء للوثائق جاءت باعتبارها مزيج من الكذب والحقيقة، فيما رجح البعض أنها قد تكون محاولة للتضليل للتأثير على مسار الحرب، بينما كانت أوكرانيا تتحضر حينها للهجوم المضاد.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، في تصريحات صحفية وقتها، إنه يعتقد أن التسريبات كانت محاولة متعمدة لبث الشقاق بين كييف وحلفاءها وخاصة الولايات المتحدة، مؤكدًا أن المستفيد من هذا العمل هو روسيا وحلفائها.
ونفى تلميحات متداولة في أعقاب تسريبات البنتاجون بأن قوات خاصة من حلف شمال الأطلسي تعمل داخل أوكرانيا.
من جانبه، عدّ نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، في تصريحات أدلى بها في وقت سابق تعليقًا على الحادث، الوثائق وهمية، ورجح أنها محاولة متعمدة لتضليل موسكو، لكنه استدرك وأكد أن الكرملين لا يمكنه الجزم بمدى صحة الوثائق من عدمه.
من سرب الوثائق؟
وبإسناد من ناقلة جند مدرعة، ألقى عشرات من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، القبض على الجندي في الحرس الوطني الجوي الأمريكي، جاك دوجلاس تيكسيرا، والذي يشتبه بتسريبه الوثائق السرية للبنتاجون.
ويواجه تيكسيرا، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عامًا، ويقطن في نورث دايتون بولاية ماساتشوستس، ستة اتهامات بالاحتفاظ عمدًا بمعلومات سرية تتعلق بالدفاع الوطني ونشرها على مواقع التواصل عبر الإنترنت.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير، نشرته منتصف أبريل الماضي، عن المتورط بتسريب الوثائق السرية الأمريكية، أنه شاب مولع بالأسلحة النارية وكان يعمل في قاعدة عسكرية.
وأوضحت الصحيفة أن الشاب "نشر معلومات سرية في مجموعة على منصة المراسلة الفورية ديسكورد، تضم حوالي عشرين رجلًا وفتى يجمعهم "الحب المشترك للأسلحة والعتاد العسكري".