تواصلت الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" مع موسكو أخيرًا، في محاولة لتبرئة واشنطن من مزاعم تورطها في تفريق الصفوف الروسية، وذلك على خلفية زيارة سرية أجراها مدير الوكالة قبل وقت قليل من "التمرد المسلح" الذي أعلنه قائد قوات "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة، في وقت حرج تحاول فيه أوكرانيا إحراز تقدم في هجومها المضاد ضد روسيا.
تدخل أمريكي
وأجرى وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع مدير المخابرات الروسية سيرجي نارشكين، بعد التمرد الذي أعلنه يفجيني بريجوجين، قائد قوات "فاجنر" التي تعمل تحت إشراف الاستخبارات الروسية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وذكرت الصحيفة، نقلًا عن مصادر مطلعة على الاتصال أن "بيرنز" تواصل بهدوء مع نظيره الروسي قبل أيام، لإيصال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة ليس لها أي صلة في الفوضى الداخلية التي اجتاحت روسيا، في أعلى مستوى اتصال بين الحكومتين منذ وقت طويل.
ورغم التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام بشأن تواصل الحكومتين، امتنع البيت الأبيض عن التعليق على هذا الاتصال، وأعلن مسؤول في الإدارة الأمريكية عدم تدخلها في تفاصيل المناقشات الدبلوماسية الفردية.
وفور إعلان "التمرد" الذي كان بمثابة بداية حرب أهلية في روسيا، وجهت النخبة الروسية أصابع الاتهام للدول الغربية بمحاولة تفريق الصفوف ونشر الفوضى في البلاد، بحسب وسائل الإعلام الروسية.
اتفاق مع الكرملين
وقاد"بريجوجين" تمردا مسلحًا، الأسبوع الماضي، وزحف بقواته نحو العاصمة الروسية موسكو، بهدف الإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية، لكنه تراجع عنه باتفاق مع "الكرملين" تدخل فيه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الاثنين الماضي، التمرد "قصير الأمد" بأنه جزء من صراع داخل النظام الروسي، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها غير ضالعين فيه، لكنهم يراقبون التطورات عن كثب.
وكان مدير الـ"سي آي إيه" أجرى زيارة سرية إلى كييف الشهر الماضي، استمع خلالها إلى استراتيجية أوكرانية وصفها بـ"الطموحة" لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وفتح مفاوضات لوقف إطلاق النار مع موسكو بحلول نهاية العام الجاري، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".
وشملت الزيارة التي لم يتم الإعلان عنها لقاءً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكبار مسؤولي الاستخبارات في كييف.
