يستعد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، لإلقاء كلمة أمام مجلسي الكونجرس الأمريكي، خلال زيارته لواشنطن في وقت لاحق من الشهر المقبل، ما أثار امتعاض، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من تلكؤ الإدارة الأمريكية في دعوته للبيت الأبيض حتى الآن، على خلفية سياسة حكومته اليمينية المتطرفة.
أزمة ثقة
وأمس الخميس، أكد كيفين مكارثي، رئيس مجلس النواب الأمريكي، أن الرئيس الإسرائيلي سيُلقي كلمته أمام مجلسي الكونجرس الأمريكي خلال زيارته في 19 يوليو بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة دولة الاحتلال، في وقت تشهد فيه الضفة الغربية المحتلة موجة عنف، هي الأسوأ منذ سنوات.
وذكر "مكارثي" في بيان أن الرئيس الإسرائيلي الحالي، جاء خلفًا لوالده حاييم هرتسوج، الذي كان رئيسًا لإسرائيل قبل 35 عاما، ووصف الحدث بأنه فرصة لإعادة تأكيد العلاقة الخاصة بين البلدين، ولتوثيق الروابط القوية بين تل أبيب وواشنطن.
وعادة ما يدعو الرئيس الأمريكي رؤساء الحكومات الإسرائيلية لزيارة البيت الأبيض فور استكمال تشكيل الحكومة، لكنه حتى الآن لم يستقبل نتنياهو دعوة، رغم مرور 6 أشهر على فوزه بولاية سادسة، وهو ما يعكس أزمة الثقة بينه وبين جو بايدن، الرئيس الأمريكي.
تشويش الآراء
وبدوره، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن انزعاجه من تجاهل واشنطن له رغم فوزه بولاية سادسة في نوفمبر الماضي، قائلًا: "أعتقد أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، لكنني بالطبع سألتقي بالرئيس جو بايدن"، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف "نتنياهو": قضية الدعوة هذه تشوش آراء الناس، وفي الواقع فإن التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي، بما في ذلك الإنترنت، أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى بين حكومتينا".
ويرأس بنيامين نتنياهو حكومة هي الأشد تطرفًا في تاريخ دولة الاحتلال، حيث تشمل أحزابًا ذات خلفية قومية متطرفة، تستعر لتوسيع "الاستيطان" وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحرض على تصفية الفلسطينيين ومحوهم من الوجود.
وفي سياق متصل، عارضت واشنطن الأسبوع الماضي قرارًا إسرائيليا بالموافقة على بناء نحو 5700 وحدة سكنية جديدة للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.
وتأتي "التعديلات القضائية" المثيرة للجدل على رأس أسباب إرجاء البيت الأبيض زيارة نتنياهو، حيث تضج تل أبيب بالاحتجاجات المناهضة للمشروع الحكومي الذي يهدف إلى تقويض سلطة المحكمة العليا وجعل الغلبة لـ"الكنيست"، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.
استفزاز إسرائيلي لواشنطن
وفي مسعى لاستفزاز الإدارة الأمريكية، أكد بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء الماضي، أنه من المتوقع أن يزور الصين، الخصم الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية، والحليف الأهم لإسرائيل، وهو ما أثار القلق والتوتر الشديد لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وقوبل بموجة من الانتقادات، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ورغم امتناع الولايات المتحدة عن الرد على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية أكدتا أن الصين خط أحمر بالنسبة لواشنطن، وهذا سيكلف إسرائيل غاليًا.
ومن جانبه، قال تامير حيمان، الرئيس السابق لجهاز الأمن القومي الإسرائيلي: "إن زيارة الصين لن تجعل البيت الأبيض يدعو نتنياهو، على العكس من ذلك، سوف يثير غضب الإدارة الأمريكية"، واصفًا إياه بأنه توقيت سيئ من الناحية "التكتيكية".