بحرص وتأكيد على اعتبار الولايات المتحدة أكبر وأهم حليف لبلاده، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، تلقيه دعوة لزيارة رسمية للصين دون ذكر موعد محدد.
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال استقباله وفدًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي، اليوم الثلاثاء، تلقيه دعوة لزيارة رسمية للصين.
وتأتي الدعوة غير المُعلن عن موعدها حتى الآن، في ظل رفض الرئيس الأمريكي، جو بايدن، استقبال نتنياهو في البيت الأبيض منذ عودته إلى رئاسة الحكومة قبل ستة أشهر، على أثر معارضة الإدارة الأمريكية لخطة إضعاف جهاز القضاء في إسرائيل.
ولا تزال تشهد إسرائيل موجات احتجاجية مناهضة لاستمرار إجراءات التشريع بخصوص خطة الإصلاح القضائي، حيث تظاهر صباح اليوم المئات من جنود الاحتياط قبالة منزل وزير العدل الإسرائيلي، ياريف ليفين، في بلدة موديعين بمحيط القدس، وأغلق المتظاهرون الشوارع المحيطة بالمنزل بأسلاك شائكة وأشعلوا النيران في إطارات مطاطية، فيما اعتقلت الشرطة ستة من المحتجين بشبهة الإخلال بالنظام العام.
الحليف الأفضل والأهم
وذكر بيان أورده مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو أكد لأعضاء الكونجرس أن "التعاون الأمني والاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ذروته، وأن الولايات المتحدة ستكون دائمًا الحليف الأهم لإسرائيل وأن لا بديل لها".
وهذه ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها نتنياهو أن الولايات المتحدة "أفضل حليف" لبلاده، إذ أعلن في منتصف أبريل الماضي وقت أزمة تسريب الوثائق الأمريكية التي تضمنت معلومات عن السماح بمشاركة مسؤولين في الموساد باحتجاجات في إسرائيل، أن "الولايات المتحدة لا تزال أفضل حليف لبلاده رغم التسريب المحرج لوثائق أمريكية سرية تتعلق بمعلومات عن الدولة العبرية قلّل من شأنها" وشدد وقتها على أن الاستخبارات الأمريكية لا تعاديه بل على العكس تعمل معه "يدا بيد لضمان أمن إسرائيل".
ليست مؤشر سياسي
وتحدث موظف إسرائيلي رفيع أن الزيارة التي لم يجر نقاش رسمي مع الحكومة الصينية عن موعدها المحتمل بعد، أنه ينظر إليها باعتبارها "أمرًا اعتياديا وليس مؤشرًا سياسيًا لأي أحد".
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن الحكومة الصينية عبّرت أخيرًا عن رغبتها باستضافة نتنياهو في بكين في إطار اللقاء السنوي للجنة الابتكارات الإسرائيلية – الصينية، التي تنعقد منذ العام 2014، حسبما نقل عنه موقع "واللا" الإخباري العبري.
يأتي ذلك في ظل توتر العلاقات الأمريكية الصينية، على أثر أزمة تايوان، ورغم مؤشرات أخيرة بانفراجة، بعد المحادثات الأمريكية الصينية التي جرت قبل أيام في بكين، لا تزال تعتبر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبشكل أكبر في صفوف أعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس، أن الصين تشكل تهديدًا مركزيًا على الولايات المتحدة.
العلاقات الإسرائيل الصينية.. عين على غضب أمريكا
ونما التبادل التجاري بين إسرائيل والصين إلى أكثر من 20 مليار دولار عام 2021، وباتت الصين أكبر شريك تجاري لإسرائيل في آسيا وثالث أكبر شريك تجاري لها في العالم،
وخلال فترة حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو"، السابقة، وقَّع البلدان اتفاقية "شراكة الابتكار الشاملة"، ومضت الصين رغم اعتراضات أمريكية قوية آنذاك واستثمرت في البنية التحتية الإسرائيلية في إطار مبادرة الحزام والطريق، كما شيَّدت شركات صينية مملوكة للدولة مرافق في ميناء أسدود وحيفا، وخطا للسكة الحديد الخفيفة في تل أبيب، كما استثمرت الشركات الصينية مثل "هواوي" و"علي بابا" في نحو 463 شركة إسرائيلية وأنشأوا مراكز للبحوث والتطوير في إسرائيل.