انتخابات التجديد النصفى تحدد مصير بايدن.. إما رئيس قوي أو "بطة عرجاء"

  • مشاركة :
post-title
انتخابات الكونجرس

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من بين أكثر من 230 مليون أمريكي لهم حق التصويت، أدلى حتى الآن أكثر من 8 ملايين ناخب بأصواتهم، ومن بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه، في التصويت المبكر لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي .

تكتسب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى أهمية كبيرة؛ كونها استفتاء على أداء الرئيس الأمريكى فى أول عامين من ولايته، كما تحدد مصيره فى العامين المقبلين، وتجرى الانتخابات في 8 نوفمبر المقبل، وتشهد انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 عضوًا، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، أي 35 مقعدًا من أصل 100، بالإضافة إلى 39 حاكم ولاية، ويحتاج الجمهوريون للفوز بـ6 مقاعد إضافية في مجلس النواب، ومقعد واحد إضافي في مجلس الشيوخ، للمحافظة على الأغلبية في الكونجرس.

 يسعى الحزبان "الديمقراطي" و"الجمهوري" إلى السيطرة على أكبر نسبة من مقاعد الكونجرس، فالحزب الجمهوري يريد السيطرة من جديد على الغرفة الأعلى "مجلس الشيوخ" بنسبة كبيرة، والهيمنة على كامل مجلس النواب، وهي النتيجة التي ستحوّل "بايدن" إلى "بطة عرجاء" (اصطلاح سياسي أمريكي يطلق على الرئيس عندما يفتقر إلى الدعم السياسي المطلوب لتمرير السياسات والتقدم بمشاريع قوانين) وهو ما قد يجعل "بايدن" مقيدًا خلال آخر عامين من فترته الرئاسية الأولى.

التضخم يصعّب المهمة على الديمقراطيين

ويحاول الديمقراطيون الحفاظ على سيطرتهم على مجلس النواب، وتحقيق السيادة المطلقة على مجلس الشيوخ لتمرير مشروعات قوانين وبرامج بايدن، ودعم سياساته في مواجهة الاعتراضات عليها في الداخل، وقد كانت شعبية الرئيس بايدن ضعيفة لأكثر من عام، وبينما يبدو أن حظوظ الديمقراطيين تعافت إلى حد ما، فإن معدلات التضخم المرتفعة والمخاوف بشأن الاقتصاد تعني أن الحزب لا يزال يواجه معركة شاقة للسيطرة على غرفتي الكونجرس.

وفي أول عامين من توليه الرئاسة، تمكن "بايدن" من سن تشريعات جوهرية بشأن تغير المناخ، ومراقبة الأسلحة، والاستثمار في البنية التحتية، على الرغم من أغلبية الديمقراطيين البسيطة في الكونجرس، لكن استطلاعات الرأى ترجّح أن يستعيد الجمهوريون الأغلبية في الكونجرس بأكثر من 20 مقعدًا.

تسونامي جمهوري يضرب بعض الولايات الديمقراطية 

 وذكر موقع "إكسيوس" الإخباري الأمريكى، أن الدلائل تشير إلى عودة ظهور "موجة حمراء" يمكن أن تكتسح كلا المجلسين (النواب والشيوخ) حيث يحدو الحزب الجمهوري تفاؤلًا كبيرًا بأنه سيتمكن من الحصول على المقعد الوحيد الضروري - على الأقل - لاستعادة الأغلبية في مجلس الشيوخ.

وأضاف الموقع أن البيئة السياسية الحالية التي تشكل مسار السباق للسيطرة على مبنى الكابيتول، تشير إلى أن تسونامي الحزب الجمهوري يمكن أن تضرب بعض الولايات الزرقاء التي يسيطر عليها الديمقراطيون، مشيرًا إلى أن هناك فرصة كبيرة للحزب الجمهوري في ولايتي جورجيا وأريزونا- على الرغم من حملات الحزب الانتخابية المخيّبة ضد المرشحين الديمقراطيين في تلك الولايات، وأظهرت استطلاعات الرأى أن الديمقراطيين قد يمنون بخسارة فادحة، جراء استياء الناخبين الأمريكيين من ارتفاع التضخم، وحملات الجمهوريين ضد تشريعات بايدن الأخيرة خاصة في قضايا الإجهاض والضرائب والقضاء.

وجرت العادة أن يخسر الحزب الحاكم في أول انتخابات تجديد نصفي، وهو ما يقلق الديمقراطيين، وإذا حقق الجمهوريون الفوز في التجديد النصفي فسيكون على الديمقراطيين قضاء الفترة المتبقية في ولاية الرئيس الديمقراطى الحالى جو بايدن مدافعين عما حققه في العامين الماضيين، ولمدة عامين مقبلين،و كانت رقابة الكونجرس تحت سيطرة الديمقراطيين، مما قلص حجم الاستجوابات الموجهة للبيت الأبيض، كما جعلوا من اقتحام الكابيتول فى 6 يناير المحور الأساسي لتحقيقات الكونجرس.

وإذا سيطر الجمهوريون على إحدى غرف الكونجرس فى انتخابات التجديد النصفية المقرر إجراؤها بعد 9 أيام، فإن نافذة الإنجازات التشريعية سوف تغلق أمام "بايدن" لبقية فترة رئاسته، وسيتم تفسير أي نتيجة سلبية للديمقراطيين في الانتخابات على أنها علامة على الضعف السياسي المستمر لبايدن، وقد تتجدد الدعوات بتنحي بايدن جانبًا من أجل مرشح ديمقراطي آخر يخوض سباق الرئاسة في عام 2024، ويخشى الديمقراطيون في حالة سيطرة الحزب الجمهوري على الكونجرس، فإن ذلك قد يزيد حجم الاستجوابات البرلمانية الموجهة للبيت الأبيض، بالإضافة إلى طمس أو إغلاق التحقيق في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، والتي يعوّل عليها الديمقراطيون كثيرًا لإدانة الرئيس السابق دونالد ترامب، ومنعه من خوض الرئاسيات المقبلة، كما يتوعد الجمهوريون كذلك، "هانتر" نجل بايدن، بعقد جلسات استماع برلمانية حول علاقاته التجارية مع الصين، كما سيجرون تحقيقات مفصلة حول سياسات بايدن حول الهجرة، والانسحاب من أفغانستان وأصل جائحة فيروس كورونا.

أولويات الحزبين

وستركز أولويات الجمهوريين على السياسات المتعلقة بالهجرة والحقوق الدينية والتصدي لجرائم العنف، أما الديمقراطيون فسيركزون على السياسات المتعلقة بالبيئة والرعاية الصحية وحقوق التصويت والسيطرة على السلاح، ولعل أول من يترقب لنتيجة الانتخابات التجديد النصفى هذه المرة، هو ترامب، الذي يأمل فى فوز حزبه الجمهوري بها، كخطوة تمهد لعودته إلى البيت الأبيض في 2024. وتظهر بصمات ترامب في هذه الانتخابات عبر عشرات المرشحين الذين اختارهم والذين يخوضون السباق الانتخابي في عدة ولايات، ومن أبزرهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وحاكم تكساس جريج أبوت. وفوز هؤلاء سوف يظهر احتفاظ ترامب بشعبية بين الناخبين تقوى مركزه في خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد عامين.

لكن إذا فشل الجمهوريون في الكونجرس، سوف تتضاءل فرص ترامب في الفوز بترشيح الحزب في الانتخابات المقبلة وتتعزز فرص منافسيه داخل الحزب. كل من حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وحاكم تكساس جريج أبوت، على وشك إعادة انتخابهما في نوفمبر، ويمكنهما استخدام النتائج كنقطة انطلاق لحشد الدعم والفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024. 

وسوم :سياسة