آملًا في سودان موحد وقوي العام المقبل، توجه الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة السودانية، بكلمة للشعب، اليوم الثلاثاء، الموافق وقفة عرفة، وأعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد، غدًا الأربعاء، أول أيام عيد الأضحى.
وقال الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن بلاده تتعرض لمؤامرة دوافعها تمزيق وحدة السودان وتفتيت نسيجه الاجتماعي وتشريد أهله، من أجل تحقيق مطامع شخصية لمجموعة تمردت على الدولة.
وأعرب البرهان عن أمله، خلال كلمته في يوم وقفة عرفة، أن تعود المناسبة على السودان العام المقبل وهو موحد وقوي وصامد وينعم بالأمن والاستقرار.
يأتي ذلك في أعقاب إقرار الجيش السوداني بسيطرة قوات الدعم السريع على مقر رئاسة شرطة الاحتياطي المركزي في جنوبي الخرطوم، أمس الاثنين، بعد هجمات شنتها صوبه على مدار 3 أيام حتى أضعفت تحصيناته، وسقط المقر لكن الجيش عدّ الأمر لا يحسب انتصارًا عسكريًا ووصفه بالهزيمة الأخلاقية.
جرائم إبادة جماعية
وندد البرهان بجرائم جمة ترتكبها قوات الدعم السريع ضد الشعب السوداني، أقلها توصف به أنها جرائم تطهير عرقي وإبادة جماعية.
قال البرهان: "العالم كله يشاهد الجرائم التي ترتكب ضد الشعب السوداني بالخرطوم والأبيض وطويلة وزالنجي ونيالا والجنينة التي وقعت فيها جريمة أقل ما توصف بأنها من جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية، واستعان بعصابات انتهكت الأعراض واستباحت المنازل واتخذتها مقارا لقواتها ونهبت ممتلكات المواطنين ومقتنياتهم ودمرت البنية التحتية للدولة وبنيتها الخدمية، فأصبحت أعمال القتل والاغتصاب والنهب والسرقة سمة لهذه المجموعات المتمردة".
الجيش قادر على المضي
وأكد قائد الجيش السوداني تحمل القوات المسلحة السودانية مسؤولية التصدي لما وصفه بـ"المؤامرة" من اليوم الأول، وهي قادرة على المضي قدمًا بصر وثبات.
وقال البرهان: "منذ اليوم الأول لتمرد المدعو محمد حمدان دقلو وزمرته ظلت القوات المسلحة في كل ربوع السودان تتحمل مسؤوليتها في التصدي لهذه المؤامرة الغادرة، وهي قادرة بإذن الله على تدمير وسحق هذه المجموعات وهي تمضي في سبيل ذلك بصبر وثبات".
لن نخذل السودان
وتوجه قائد الجيش السوداني بالشكر والتقدير للشعب السوداني و"وقفته القوية" تأييدًا للقوات المسلحة في ربوع البلاد، مؤكدًا أنها لن تخذله أبدًا.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلفت ألاف القتلى والجرحى ودفعت وسط أزمة إنسانية كبيرة بنحو 2.5 مليون شخص للنزوح بعيدًا عن مناطق الصراع، فيما عبر نحو 600 ألف منهم الحدود إلى البلدان المجاورة.
وكان قائد تمرد الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" قد أعلن عن هدنة من طرف واحد في البلاد، يومي الثلاثاء والأربعاء، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ولم يعلق الجيش حينها.