أوضاع تشتد صعوبة في السودان، فالعيد غائب بينما دماء المعارك حاضرة، في ظل هدنة من طرف واحد لم تشهد تهدئة حقيقية كسابقاتها، تحطمت فيها الآمال وسط واقع إنساني يشتد قسوة مع دخول الاشتباكات يومها الثاني والسبعين.
اشتباكات متقطعة
لم تصمد هدنة جديدة، من طرف واحد، كسابقاتها بالاتفاق بين طرفي الصراع في السودان، إذ رصدت، اليوم الثلاثاء، الموافق يوم "وقفة عرفة"، أصوات قصف مدفعي جنوبي أم درمان، كما سمع دوي الأسلحة الثقيلة جنوبي وشرق الخرطوم.
وفي أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على مقر رئاسة شرطة الاحتياطي المركزي في جنوبي الخرطوم، بعد هجمات شنتها صوبه على مدار 3 أيام حتى أضعفت تحصيناته، سقط المقر لكن الجيش السوداني عد الأمر لا يحسب انتصارًا عسكريًا ووصفه بالهزيمة الأخلاقية.
واشتدت وطأة الاشتباكات في مدينة الأبيض، حيث تبادل طرفا الصراع القصف المدفعي في الجهة الجنوبية والغربية للمدينة أمس الاثنين، انتهت بهدوء حذر وسط انتشار مركبات الجيش في وسط ومداخل سوق المدينة.
وأعلن قائد تمرد الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" عن هدنة من طرف واحد في البلاد، يومي الثلاثاء والأربعاء، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، فيما لم يعلق الجيش السوداني.
حظر تجول
وأعلنت السلطات المحلية في السودان، حظر تجوال في كادقلي، جنوبي كردفان، حتى إشعار آخر، في ظل الوتيرة الجارية للاشتباكات وتزامنا مع عيد الأضحى، وتوعد المخالفين بالمساءلة القانونية وفقا لقانون الطوارئ.
وجاء في نص قرار أورده سليمان كندا رئيس لجنة الأمن المحلية في كادقلي، أنه "تفرض حالة حظر التجوال اعتبارًا من يوم الاثنين، ويبدأ الحظر من السادسة مساءً إلى السادسة صباحًا ويسرى هذا القرار إلى حين إشعار آخر. وكل من يخالف ذلك يعرض للمساءلة القانونية وفق قانون الطواري".
أضاحي السودان بين النهب وضريبة العرض
ورصدت وسائل إعلام سودانية عن حركة ركود كبيرة لتجارة الماشية في السودان في ظل الحرب وعدم صرف رواتب العاملين، إذ تعرض سوق الفاشر للنهب والسرقة من قِبل مسلحين مجهولين، الأمر الذي رفع أسعار الخراف للتجاوز الـ100 ألف جنيه سوداني.
وأفاد راديو دبنقا السوداني نقلًا عن تجار مواشي في سوق سم الجراد، الواقع في الاتجاه الشرقي لمدينة الفاشر، أن سقوط السوق تحت سيطرة قوات الدعم السريع تسبب في مخاوف بين التجار لعرض ماشيتهم.
ونقل الراديو السوداني عن أحد التجار قوله إن "الذين تمكنوا من عرض مواشيهم يضطرون لدفع ضريبة حماية للدعم السريع بواقع خمس آلاف للخروف الواحد".
ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلفت ألاف القتلى والجرحى ودفعت وسط أزمة إنسانية كبيرة بنحو 2.5 مليون شخص للنزوح بعيدًا عن مناطق الصراع، فيما عبر نحو 600 ألف منهم الحدود إلى البلدان المجاورة.