بينما لاتزال محتفظة بـ"نظام مكافحة الإرهاب" بالعاصمة تعود الحياة في روسيا إلى طبيعتها شيئًا فشيئا، برفع القيود وانسحاب مجموعة فاجنر العسكرية إلى قواعدها، تمهيدًا لرحيل زعيمها إلى بيلاروسيا، لينتهي تمرد عسكري استمر 24 ساعة راقب خلاله العالم سيطرة مرتزقة فاجنر على مقرات تابعة للجيش الروسي وزحف أرتالها صوب العاصمة.
رفع القيود
وعادت حركة المرور بشكل طبيعي، مساء الأحد، برفع القيود المفروضة على عدة مناطق جنوبي روسيا، منذ أمس السبت، على أثر تمرد مجموعة فاجنر العسكرية وزحف قواتها صوب العاصمة موسكو.
وأعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في الاتحاد الروسي فرض "نظام مكافحة الإرهاب" في منطقتي فورونيج وموسكو، بهدف تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة، على أثر تمرد فاجنر.
وقالت وكالة الطرق الفيدرالية الروسية، إن جميع قيود حركة المرور المفروضة على الطرق السريعة في منطقة روستوف أمس السبت، قد تم رفعها الآن، وفق ما أوردته وكالة "تاس" الروسية.
وأغلقت روسيا، على أثر أزمة تمرد فاجنر، أمس السبت، أربعة أقسام من الطرق في منطقة روستوف والمناطق المجاورة، تشمل الممر الشمالي المؤدي إلى روستوف أون دون، بالإضافة إلى الطرق من المركز الإقليمي إلى الحدود مع جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبية.
فاجنر تغادر
وسجّلت السلطات المحلية في عدة مناطق جنوبي روسيا، اليوم الأحد، انسحاب قوات فاجنر العسكرية، وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وقالت السلطات في منطقة ليبيتسك إن "وحدات فاجنر التي انتشرت السبت في منطقة ليبيتسك غادرتها الآن"، وفق وكالة "تاس".
وأكدت وكالة الإعلام الروسية، أن الوضع هدأ حول مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في روستوف، بعد مغادر بريجوجين ومقاتليه من المدينة واستؤنفت بعدها حركة المرور في الشوارع.
وأكد حاكم منطقة فورونيج جنوبي روسيا، ألكسندر جوسيف أن "تحرك وحدات فاجنر في منطقة فورونيج هو في طور الانتهاء"، مؤكدًا أن "الأمر يتمّ بشكل طبيعي ودون حوادث".
وساطة لوكاشينكو
وبمعاونة رئيس بيلاروسيا فولوديمير لوكاشينكو، أجهضت روسيا تمردًا مسلحًا لمجموعة فاجنر استمر لقرابة 24 ساعة، دون تصعيد خطير، وتم الاتفاق على وقف تحركات المجموعة العسكرية على الأراضي الروسية وإعادتها إلى مواقعها، والامتثال للتهدئة، ومغادرة قائدها يفجيني بريجوجين إلى بيلاروسيا، مقابل عدم ملاحقته أو عناصر المجموعة في روسيا.
وفي أعقاب المحادثات التي أجراها لوكاشينكو مع قائد فاجنر، الذي تعود معرفته به لنحو 20 عامًا، أعلن بريجوجين أنه سيتم إعادة قواته إلى مواقعها وتغادر إلى المعسكرات الميدانية.
من جانبه، أعرب الرئيس الروسي عن امتنان روسيا للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، لتوسطه في حل التمرد العسكري.