وجه يفجيني بريجوجين، قائد مجموعة فاجنر، أمس الجمعة، الاتهامات إلى الجيش الروسي بالهجوم على مواقع خاصة بالمجموعة العسكرية في أوكرانيا بالصواريخ، مُعلنًا الحرب على وزارة الدفاع الروسية، مما ينبئ باشتعال الوضع بين الوزارة والمجموعة العسكرية، وفقًا لما أشار إليه الخبير الأمني "دميتري البيروفيتش" مؤسس معهد "سيلفيرادو بوليسي أكسيليراتور"، فيما صرحت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب بأن زعيم فاجنر يواجه عقوبة السجن 20 عامًا، بعد أن دعت الأجهزة الأمنية الروسية إلى اعتقاله بتهم التحريض على الحرب الأهلية، في حين اتخذت روسيا خطوات بتعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة موسكو.
بريجوجين يفتح النار على القيادة العسكرية
"بريجوجين" الذي له تاريخ في انتقاد قادة العسكريين الروس، اتهم الجمعة "موسكو" بمهاجمة مواقع "فاجنر" في أوكرانيا بالصواريخ قبل أن يعلن على "تيليجرام" أنه "يعلن الحرب على وزارة الدفاع الروسية" ردًا على ذلك، إذ نفت وزارة الدفاع الروسية من جانبها مسؤوليتها عن الهجمات المزعومة.
وأعلن بريجوجين في رسالة نشرت على تطبيق تيليجرام قائلًا: "نحن 25,000 جندي، وسنعرف لماذا تحدث الفوضى في روسيا، يمكن لأي شخص آخر الانضمام إلينا".
وحسب ما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء لاحقًا، فإن بريجوجين قدر عدد هؤلاء القتلى بألفي عنصر من رجاله.
طالما انتقد بريجوجين زعماء الجيش الروسي، معبرًا عن استيائه منهم على قناته الخاصة بتطبيق تيليجرام بشكل متكرر.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، هدفًا مباشرًا لاتهاماته، إذ اتهم قائد فاجنر، القائد العسكري الروسي، يوم الخميس الماضي، بالكذب على فلاديمير بوتين بشأن الفشل المدمر في المعارك.
ووفقًا لبريجوجين، فإن التوترات أدت إلى استهداف قواته يوم الجمعة من قبل قوات الجيش الروسي.
ليس انقلابًا ولكنه تحقيق للعدالة
وبعد الهجوم المزعوم، قال بريجوجين إنه "يعلن الحرب على وزارة الدفاع الروسية"، معلنًا اتخاذ مجلس قادة مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة قرارًا "يجب إيقاف الشر الذي أحدثته القيادة العسكرية للبلاد"، وقال قائد فاجنر "الذين قضوا على أولئك الذين كانوا معنا اليوم، الذين قضوا على عشرات الآلاف من أرواح جنود روسيا سيتم معاقبتهم"، مؤكدًا أن "ما نقوم به ليس انقلابًا عسكريًا وإنما مسيرة لتحقيق العدالة".
وأضاف: "أطلب ألا يقاوم أحد، سنعتبر كل من يحاول المقاومة خطرًا ونقضي عليه فورًا، بما في ذلك أي نقاط تفتيش على طريقنا، وأي طيران نراه فوق رؤوسنا".
فاجنر ستعود
ووعد زعيم مجموعة فاجنر بإعادة القتال في أوكرانيا بمجرد انتهاء صراعه مع وزارة الدفاع.
وقال: "سنتعامل مع من يدمر الجنود الروس، وسنعود إلى الخط الأمامي، سيتم استعادة العدالة في الجيش، وبعد ذلك، ستتم استعادة العدالة لروسيا بأكملها".
بعد وقت قصير، أعلنت قناة تيليجرام تابعة لجماعة فاجنر "نحن بدأنا"، مما يُشير إلى أن هجومًا قد يكون بدأ على الجيش الروسي.
بوتين يعلم كل شيء
قال المُتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" للصحفيين الجمعة، إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" "تم إبلاغه بجميع الأحداث حول" بريجوجين "وأن "الإجراءات اللازمة تتخذ"، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية "تاس".
الدفاع الروسية تنفي مزاعم فاجنر
ومن جانبها نفت وزارة الدفاع الروسية مزاعم بريجوجين بشأن الهجوم، وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية: "لا تتناغم كل التقارير ومقاطع الفيديو التي يتداولها يفجيني بريجوجين على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تظهر بشكل مزعوم "ضربة وزارة الدفاع لمعسكرات فاجنر" مع الواقع وهي عملية كاذبة".
سحق فاجنر
رفض "دميتري البيروفيتش"، مؤسس معهد "سيلفيرادو بوليسي أكسيليراتور" الاقتراحات التي تقول إن الصراع سيؤدي لحرب أهلية روسية، متوقعًا في سلسلة من الغريدات أنه سيتم سحق قوات "بريجوجين" بسرعة.
وأشار البيروفيتش في تغريدته "لا، من غير المرجح أن يتحول هذا إلى حرب أهلية".
أضاف: "من الممكن أن يدرك المرء أنه قد خسر المعركة عندما يكون الخيار الوحيد لديك ضد الضربات الجوية العسكرية على معسكرك وأوامر القبض بتهمة التمرد هو إصدار رسائل صوتية منخفضة الجودة على تيليجرام، ولكنني لست متأكدًا من أن بريجوجين ذكي بما فيه الكفاية لفهم ذلك حتى الآن".
في تغريدات أخرى، اقترح "البيروفيتش" أن "بريجوجين" "قد لا ينجو من نهاية الأسبوع" بسبب إعلانه الحرب.
فاجنر يجب أن تتوقف
ظهر الجنرال الروسي "سيرجي سوروفيكين"، نائب قائد العملية العسكرية الروسية الخاصة، والذي سبق أن أثنى عليه "بريجوجين" في فيديو بعد إعلان الحرب، مطالبًا مقاتلي "فاجنر" بعدم طاعة أوامر قائدهم والالتزام فقط بأوامر "بوتين".
قال "سوروفيكين": "أطلب من القيادة والمقاتلين في مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة أن تتوقفوا، العدو ينتظر تفاقم وضعنا السياسي الداخلي، يجب ألا نمنح العدو الفرصة في هذا الوقت الصعب للبلاد"، مُؤكدًا أنه "يتعين القيام بذلك قبل فوات الأوان: لطاعة إرادة وأمر الرئيس المنتخب من قبل الشعب لاتحاد روسيا".
تدخل فوري من بوتين
وقال إيجور جيركين، القائد السابق في الجيش الروسي، الذي ينتقد كثيرًا كيفية قيادة بوتين لحرب أوكرانيا: "هناك محاولة انقلاب قائمة، إذا لم تكن مزيفة، فإن الوضع بين وزارة الدفاع وفاجنر خارج عن السيطرة ويحتاج إلى تدخل فوري من الرئيس".
موسكو تستعد
وفي روسيا أشارت سلسلة من الأحداث بدأت بعد منتصف الليل وفقًا لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، إلى أنه بدأ تم تعزيز الإجراءات الأمنية في المقرات الحكومية ومنشآت النقل، وغيرها من الأماكن المهمة في العاصمة الروسية موسكو بعد تهديدات بريجوجين بالرد.
وحث نائب قائد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا قوات فاجنر على التوقف عن التمرد والعودة إلى مواقع تمركزها المحددة.
ومن جانبها صرحت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا لاحقًا بأن زعيم فاجنر سيواجه عقوبة قصوى تصل إلى 20 عامًا في السجن، إذ دعت الأجهزة الأمنية الروسية إلى اعتقاله بتهم التحريض على الحرب الأهلية بعد أن تعهد بالانتقام لمقتل 2000 من مقاتليه على أيدي القوات الروسية.
وقال جهاز الأمن الفدرالي الروسي في بيان إن "تصريحات بريجوجين وأفعاله هي في الواقع دعوة لبدء حرب أهلية مسلحة على أراضي الاتحاد الروسي وطعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الأوكرانية "، مطالبًا مقاتلي فاجنر بـ"اتخاذ إجراءات لاعتقاله".
بريجوجين يرد على اعتقاله
وفي رده على طلب اعتقاله، قال بريجوجين إن مقاتلي فاجنر يتمركزون في الوقت الحالي في مدينة روستوف جنوبي روسيا بعد أن عبروا الحدود الأوكرانية.
وأضاف: "أنا ورجالي سندمر كل من يعترض طريقنا ومستعدون للمواصلة حتى النهاية."