أعرب رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، عن تطلع بلاده لإرساء علاقة استراتيجية مع دولة الهند في مجال تبادل السلع الاستراتيجية، لا سيما ما يتعلق بأن تصبح الهند إحدى الدول الأساسية في توريد القمح إلى مصر.
وأشار رئيس الوزراء المصري خلال اجتماع المائدة المستديرة لبحث ملفات التعاون ذات الاهتمام المشترك مع نظيره الهندي وناريندرا مودي، اهتمام مصر بتعميق التعاون مع الهند في مجال التعليم العالي، وكذا تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية وإنتاج الأدوية، خاصةً فيما يتصل بتعاون إحدى الشركات الهندية مع شركة "فاكسيرا" المصرية لإقامة مصنع لإنتاج اللقاحات بمدينة السادس من أكتوبر المصرية.
ترفيع علاقات البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية
وذكر مدبولي أن زيارة رئيس وزراء الهند تأتي في توقيت رمزي مهم في ظل تزامنها مع مرور 75 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مُعرِبًا عن تقديره للزيارة، في ظل إدراك الحكومة المصرية لما تحمله من دلالة على تميّز العلاقات بين مصر والهند، مضيفًا أن الزيارة تأتي في إطار المتابعة لزيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى الهند في يناير 2023، التي تم خلالها الإعلان عن ترفيع علاقات البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأوضح أنّ الاتفاق على ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية قاد - منذ يناير 2023 - إلى نشاط ملحوظ في عدد من مجالات التعاون الثنائي بين البلدين، مؤكدًا توافر الإرادة المشتركة لدى حكومتي البلدين لترجمة الارتقاء بالعلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية إلى واقع ملموس، آخذًا في الاعتبار التقارب بين مصر والهند في الأولويات، سواء على صعيد تحقيق التنمية داخل كل من البلدين، أو على صعيد المواقف إزاء القضايا الدولية المختلفة.
ورحّب رئيس الوزراء المصري بانعقاد جولة المشاورات السياسية بين البلدين في القاهرة أخيرًا، معربًا عن تقديره للتواصل المُكثَّف بين الجهات الفنية في البلدين منذ زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى نيودلهي بهدف تطوير التعاون في العديد من المجالات؛ ومنها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الدوائية والأمصال واللقاحات، والطاقة الجديدة والمتجددة، مؤكدًا وجود العديد من المجالات الإضافية التي يمكن للجانبين تعزيز التعاون فيها مثل التعليم العالي، والسياحة والثقافة، فضلًا عن تبادل الخبرات التي تهم كل من الطرفين استنادًا إلى النجاحات التي حققها كل طرف في إطار تحديث الدولة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية، رحّب مدبولي بالتطوّر المستمر للعلاقات التجارية، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو نحو 7 مليارات دولار، إلى جانب وجود فرص حقيقية لزيادة حجم التبادل التجاري خلال السنوات الخمس القادمة وصولاً إلى 12 مليار دولار، على نحو ما تمّ الاتفاق عليه خلال اللجنة المشتركة للتجارة والمنعقدة في يوليو 2022.
نحو 3.5 مليار دولار حجم الاستثمارات الهندية في مصر
وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره لحجم الاستثمارات الهندية في مصر التي بلغت قيمته نحو 3.5 مليار دولار، مؤكدًا تطلعه لنمو الاستثمارات الهندية في مصر خلال المرحلة المقبلة.
وأشار في هذا الإطار إلى الرحلة الترويجية الأخيرة التي قام بها مسئولو الهيئة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس المصرية، التي شهدت الاتفاق على ضخ استثمارات لإقامة مشروعات هندية جديدة أو التوسع في مشروعات قائمة بالمنطقة.
كما رحّب مدبولي بنتائج الاجتماع الرابع لمجلس الأعمال المشترك بين البلدين في القاهرة في أغسطس 2022 وما تم تناوله حول أساليب تشجيع الاستثمارات بين البلدين وتحديد المجالات الواعدة، وتأكيد وجود العديد من المجالات والفرص التجارية والاستثمارية الإضافية للتفاعل بين مجتمعي الأعمال في البلدين.
وأعرب رئيس الوزراء المصري عن تقديره لما تبديه الشركات الهندية العاملة في مجال الطاقة المتجددة بالاستثمار في مصر، خاصةً في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتأكيد استعداد الحكومة المصرية المعنية للتعاون مع تلك الشركات وإمدادها بالبيانات الضرورية للانتهاء من الدراسات والإجراءات اللازمة لبدء تنفيذ مشروعاتها في مصر.
رحلات جوية مباشرة بين القاهرة ونيودلهي
ولفت إلى قرب تسيير شركة مصر للطيران رحلات جوية مباشرة بين القاهرة ونيودلهي، علاوة على رحلاتها القائمة بين القاهرة ومومباي، الأمر الذي من شأنه تعزيز التواصل بين شعبي البلدين وتشجيع السياحة بينهما.
وأعرب عن ثقة الدولة المصرية في رئاسة هندية نشطة لمجموعة العشرين تسهم في احتواء التداعيات السلبية للتوترات الدولية على الاقتصاد العالمي، مؤكدا استعداد مصر الكامل للتعاون مع الرئاسة الهندية لدفع المحادثات في الاتجاه البنّاء؛ وبما يتيح التوصل لطُرُق مُثلى للتعاطي مع أزمات الطاقة، وتغير المناخ، ونقص الغذاء، والحصول على التمويل للدول النامية.
من جهته، أعرب ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي عن سعادته العميقة "لوجوده اليوم بين العديد من الأصدقاء الحقيقين للهند في هذا الاجتماع"، "سعيد بأن زيارتي لمصر بدأت بعقد اجتماع معكم، وربما في زيارتي المقبلة تتاح لي فرصة زيارة العاصمة الإدارية الجديدة".
وقال مودي: "هذا عام متميز لعلاقاتنا المشتركة، ففي بداية هذا العام زار الرئيس السيسي الهند، كضيف الشرف في احتفالية يوم الجمهورية، إذ وقعنا اتفاقية للارتقاء بعلاقات البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية"، مضيفا "اليوم أنا هنا، وفي سبتمبر سأتشرف بدعوة الرئيس السيسي مرة أخرى لحضور اجتماعات مجموعة العشرين".
مصر شريك مهم للهند
وأكد أن مصر شريك مهم للهند، فعلى الرغم من ظروف الجائحة، والتوترات العالمية، يتزايد التعاون بيننا في المجال الاقتصادي.
وقال: "نمضي قدمًا بسرعة لتحقيق مستهدفات التبادل التجاري المشترك بقيمة 12 مليار دولار خلال السنوات الـ5 مقبلة، موضحًا أن الهند كذلك مصدر مهم للاستثمارات الأجنبية بالنسبة لمصر، ففي آخر 6 شهور فقط، استثمرت الشركات الهندية نحو 170 مليون دولار في مصر.
وأشار إلى أن العديد من الشركات الهندية تستثمر في مجالات الهيدروجين الأخضر والسيارات الكهربائية، موضحًا أن الهند حققت تقدمًا كبيرًا في هذه المجالات.
وتابع: هذا التعاون المتزايد يعود الفضل فيه للجهود المبذولة من جانبكم جميعًا، ونظرائكم من الوزراء في الهند مهتمون للغاية مثلكم بتعزيز العلاقات بين البلدين.