أكد أنيل تريجنيات، السفير الهندي السابق ورئيس مجموعة خبراء غرب آسيا في مؤسسة (فيفيكاناندا) الدولية الفكرية، أن زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى مصر، التي ستبدأ غدًا وتستمر يومين، مهمة للغاية وستعطي دفعة كبيرة للعلاقات بين البلدين في المجالات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وقال تريجنيات -في مقال للرأي نُشر على موقع شبكة (سي إن بي سي) الأمريكية، اليوم الجمعة، بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى مصر- إن العلاقة مع القاهرة اكتسبت ثقلًا تاريخيًا مرة أخرى خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كضيف رئيسي في اليوم الجمهوري الـ74 للهند قبل بضعة أشهر، بحسب ما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط " أ ش أ".
زخم الشراكة
وأوضح أن زيارة رئيس الوزراء الهندي ستعطي مزيدًا من الزخم للشراكة الاستراتيجية المستدامة، نظرًا لحقيقة أن مصر ذات موقع استراتيجي، ولديها دور أكبر بكثير لتلعبه في الديناميكية العالمية الناشئة، والتعامل مع حالات الاضطراب خاصة في المجال البحري والمحيط الهندي.
وأشار إلى أن الزيارات رفيعة المستوى هي في الواقع مؤشر على عمق العلاقات، إذ زار الرئيس المصري الهند ثلاث مرات بالفعل، وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء الهندي القاهرة عام 2020، ولكن بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19) تم تأجيل الزيارة.
وتابع أنه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها "السيسي" في يناير من هذا العام، تم الارتقاء بالعلاقة إلى مستوى شراكة استراتيجية، سيتم إضفاء الطابع الرسمي عليها خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي، واكتسب التعاون الدفاعي والأمني عمقًا حقيقيًا فمنذ يناير 2021، تفاعل أكثر من 16 وفدًا بما في ذلك زيارات وزراء الدفاع ورؤساء الأجهزة.
دور استراتيجي للبلدين
وأشار إلى أن الهند تعد قوة في المحيط الهندي، ومصر ليس لديها "ميزة قناة السويس" فحسب، بل هي أيضًا لاعب رئيسي في البحر الأحمر والقرن الإفريقي والبحر الأبيض المتوسط الذي له أهمية استراتيجية ناشئة للهند ولأمن الممرات البحرية.
وقال إنه علاوة على ذلك، تعتبر الهند شرق إفريقيا وغرب آسيا جزءًا من استراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادئ، وتشعر مصر أيضًا أن لديها دور أكبر لتلعبه في المنطقة، خاصة مع التنافس الصيني الأمريكي بشكل متزايد في المنطقة.
الحرب على الإرهاب
وفي سياق الحرب على الإرهاب، أضاف أن كلًا من الهند ومصر يُوليان أهمية كبيرة للحرب ضد هذا الخطر، خاصة الإرهاب العابر للحدود.
وعلى صعيد الأمن الغذائي، أشار إلى أنه من المحتمل أن يكون التعاون في الزراعة محط تركيز خلال الزيارة، ويمكن أن يكون التعاون الثلاثي مع بعض البلدان في إفريقيا نفسها إمكانية لضمان الأمن الغذائي، كما تعاونت دلهي والقاهرة بشكل كبير خلال جائحة كورونا من خلال تقديم المساعدة المتبادلة.
مصر ضيف قمة مجموعة العشرين
وأوضح أن الهند دعت مصر إلى جانب سلطنة عُمان والإمارات كضيوف خاصين في قمة مجموعة العشرين، مما يدل على الأهمية التي توليها للعلاقة مع غرب آسيا، ولقد تعاون كلا الجانبين في المحافل الدولية، واعتبرا التعددية ودعم المؤسسات المتعددة الأطراف التي تم إصلاحها مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية كشرط مسبق لأهميتها المستمرة، ويأمل كلاهما أن يكونا على طاولة مجلس الأمن الدولي كلما أتاحت الفرصة لذلك.
ولفت إلى أن مصر وقعت مذكرة تفاهم لتصبح شريك الحوار في منظمة شنجهاي للتعاون، ومن الطبيعي أن تجد نيودلهي والقاهرة تقاربات لدفع العلاقة إلى مدار أعلى بكثير عبر منصات متعددة، حيث احتفل الجانبان مؤخرًا بمرور 75 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية.
الهنود ثاني أكبر المسافرين في العالم
وعلى صعيد السياحة، أكد أن السياحة تشكل محورًا رئيسيًا لمصر والهند، إذ برز الهنود كثاني أكبر مسافرين ومنفقين في العالم، ومع بدء مصر للطيران رحلاتها المباشرة إلى نيودلهي اعتبارًا من شهر يوليو، فإن إصدار التأشيرة عند الوصول أو تسهيلات التأشيرة الإلكترونية للسياح ورجال الأعمال الهنود سيقطع شوطًا طويلًا في جذب السياح الهنود الشباب إلى التراث الحضاري المصري الجميل.
ونوه بأن المشاركة التجارية والاقتصادية هي المفتاح والعمود الفقري لأي علاقة، فلقد بلغت التجارة الثنائية بين البلدين 7.2 مليار دولار، ويستهدف البلدان تبادلًا تجاريًا بقيمة 12 مليار دولار بحلول عام 2027.
الاستثمارات الهندية
كما تحرص مصر أيضًا على الاستثمارات الهندية في منطقتها الاقتصادية الخاصة مثل تلك التي تتمتع بها الصين وروسيا، وتحرص على الاستفادة من الوصول إلى الأسواق الخاصة التي ستتمتع بها في الأسواق الإقليمية والأوروبية، ولهذا الغرض، يقوم الرئيس التنفيذي لمنطقة السويس الاقتصادية بزيارة الهند؛ لجذب الشركات إلى مصر.
وخلص بالقول إن زيارة رئيس الوزراء مودي تأتي في الوقت المناسب، وستستغل وتعزز الزخم الذي تم الدفع به في السنوات الأخيرة، وكلا البلدين ملتزمان بالسلام والاستقرار والأمن والاستقلال الاستراتيجي بكل تشعباته، ونأمل أن يدفع رئيس الوزراء الهندي والرئيس السيسي العلاقات بين البلدين إلى مستوى أعلى من التعاون والمنفعة المتبادلة.