بالقرب من حطام السفينة تيتانيك، استقر حطام الغواصة "تيتان"، ليتشابها في الاسم وموقع الغرق، إلا إن هذا ليس وجه الشبه الوحيد بين الحادثين، إذ يقول جيمس كاميرون مخرج فيلم "تيتانيك"، في تعليقه على الحادثة إن هناك "تشابهًا يدعو للدهشة".
خفر السواحل الأمريكي أعلن مساء الخميس، العثور على حطام الغواصة تيتان، بالقرب من موقع غرق سفينة تيتانيك، ووفاة طاقمها وركابها بالكامل.
وأشار خفر السواحل، في مؤتمر صحفي، نقلته "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الفريق البحثي المشرف على عملية البحث عن الغواصة المفقودة، واجه ظروفًا معقدة، حتى عثر على أجزاء كبيرة من الحطام، مضيفًا أن الغواصة "انفجرت من الداخل"، ولم تصطدم بجسم غريب من الخارج.
مخرج فيلم "تيتانيك"، قال إن التشابه بين المأساتين يدعو إلى الدهشة، خاصة فيما يتعلق بالمخاوف، إذا أثار العديد من الأشخاص في مجتمع التنقيب عن البحار، مخاوف بشأن الغواصة، مشيرًا إلى أن عددًا من كبار اللاعبين في مجتمع هندسة الغمر العميق، كتبوا رسائل إلى الشركة المشغلة بشأن مخاوف متعلقة بالسلامة في "تيتان"، بحسب تصريحاته لشبكة "إيه بي سي" الإخبارية.
ووفقًا لـ"كاميرون"، التشابه مع كارثة تيتانيك كبير، إذ تم تحذير القبطان مرارًا من الجليد الموجود أمام السفينة، إلا إنه سار إلى الأمام بأقصى سرعة في حقل جليدي، ليموت الكثير من الأشخاص نتيجة لذلك، والسبب في الحادثين، هو عدم الالتفات إلى التحذيرات، بحسب مخرتج "تايتانيك"، الذي غطس إلى حطام السفينة 33 مرة.
تعليق شركة أوشن جيت إكسبيديشن
وقبل الإعلان عن وفاة ركاب تيتان وطاقمها، مهدت شركة "أوشن جيت إكسبيديشن" لذلك، إذ قالت إنها تعتقد أن السائحين الخمسة الذين كانوا على متن الغواصة تيتان، والمفقودة منذ يوم الأحد "ماتوا"، مضيفة: "قلوبنا مع الخمسة ومواساتنا لكل أفراد عائلاتهم".
وبين أوجه الشبه بين الحادثين، هو العثور على جثامين الضحايا، إذ ذكرت جهات البحث عن الغواصة "تيتان"، أنه من الصعب استعادة جثامين الضحايا، وأن الأمر ما زال محل الدراسة.
ولم يتم العثور كذلك على جثامين بعض ضحايا غرق سفينة تيتانيك، التي غرقت في أول رحلة لها عام 1912، ما تسبب في موت 1500 شخص غرقًا، من أصل 2224 كانوا على متنها.
يقع حطام سفينة تايتانيك على عمق 3800 متر في المحيط الأطلسي، كان سعر التذكرة وقتها مرتفعًا، وبلغ سعر أرخص تذكرة 30 جنيهًا إسترلينيًا، وكان بين ركابها وكيل العقارات الأمريكي جون جاكوب أستور، ووقتها كان بين أغنى رجال العالم، وأيضًا رجل الأعمال بنيامين جوجنهايم وعشيقته، ولم يشك أحد أبدًا أن السفينة العملاقة الأكثر تطورًا لن تصل إلى وجهتها.
ظل حطام سفينة تيتانيك مخفيًا عن الأنظار، 73 عامًا، قبل أن يتمكن عالم آثار البحار روبرت بالارد من تحديد موقعه، في شمال المحيط الأطلسي، ووقتها توقع العلماء أن يختفي حطام السفينة عام 2030، بفعل التحلل.
أحد أهم أسباب غرق تيتانيك، هو عدم اكتشاف طاقم السفينة للجبل الجليدي في الوقت المناسب، بسبب اعتمادهم على أعينهم وعدم وجود مناظير، ويقول البحار فريدريك فليت الذي كان يتولى مهمة المراقبة، وهو أول من رأي كتلة مظلمة في الماء وأبلغ رؤساءه على الفور، إلا إن الأوان كان قد فات، إنه لم يكن يملك منظارًا وأن وجود المنظار كان ليمنع الكارثة، إلا إنها كانت في خزانة مغلقة وكانت المفاتيح لدى الضابط ديفيد بلير، الذي لم يكن على سطح السفينة وقت الحادث.
في 2009، توفيت آخر ناجية متبقية، وهي ميلفينا دين عن عمر 97 عامًا، ووقت الحادث كان عمرها شهرين فقط، وتم وضعها في كيس لإنزالها في قارب نجاة.
ركاب الغواصة "تيتان"
تبلغ تكلفة الرحلة المنكوبة نحو حطام تيتانيك، 250 ألف دولار للشخص الواحد، وركابها هم الملياردير البريطاني هيميش هاردينج (58 عامًا)، ورجل الأعمال من أصل باكستاني شاه زاده داوود (48 عامًا)، وابنه سليمان (19 عامًا)، والمستكشف وعالم المحيطات الفرنسي بول هنرينار جوليت (77 عامًا) والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوشن جيت" راش ستوكتن.