اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو، بالتخطيط لعمل إرهابي في محطة زابوريجيا النووية يتضمن تسربًا إشعاعيًا، داعيًا العالم للتدخل في مواجهة هجوم من شأنه أن يحمل تبعات بيئية وإنسانية كارثية على خُطى سد نوفا كاخوفكا.
قال "زيلينسكي" في خطاب ألقاه عبر الفيديو، اليوم الخميس، إن "الاتحاد الروسي يدرس سيناريو عمل إرهابي في محطة زابوريجيا للطاقة النووية وأعد كل شيء لذلك"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية.
وأضاف "تلقت أجهزتنا الاستخباراتية معلومات تفيد بأن روسيا تدرس سيناريو هجوم إرهابي في محطة الطاقة النووية زابوريجيا. هجوم إرهابي مع تسرب إشعاعي".
وأكد زيلينسكي، أن روسيا تستخدم محطة زابوريجيا كعنصر في عدوانها، موضحًا أن موسكو "تستخدم موقعها في زابوريجيا لقصف المدن المجاورة، وتحتفظ بأسلحتها وقواتها هناك".
والمحطة النووية الأكبر في أوروبا شاهدة على صولات وجولات بين طرفيّ النزاع "موسكو وكييف" في الجنوب الأوكراني تبادلا خلالها أصابع الاتهام، بشأن ضربات استهدفت محيط زابوريجيا وهددت بالأمان النووي لأوروبا.
تحذير للعالم
وعدّ زيلينسكي اتهامه في العلن لموسكو بمثابة تحذير للعالم، ليتخذ موقفًا في مواجهة مخطط موسكو المزعوم والتصدي لأي هجمة إرهابية تطال محطات الطاقة النووية في أي مكان، مشددًا "تم تحذير العالم. لذلك يجيب عليه التصرف".
وتحدث الرئيس الأوكراني عن أنه يشارك "جميع المعلومات المتاحة" بشأن الهجوم مع شركائه، قائلًا: "أوروبا، أمريكا، الصين، البرازيل، الهند، العالم العربي، إفريقيا، وكل البلدان، يجب أن يعرف الجميع ذلك. منظمات دولية. الجميع على الإطلاق. يجب ألا يكون هناك أي هجمات إرهابية على محطات الطاقة النووية في أي مكان".
لن يكون مثل كاخوفكا
وحذر زيلينسكي من أنه لا ينبغي لمخطط موسكو النجاح كما جرى الحال مع سد نوفا كاخوفكا، بحد زعمه، قائلًا: "هذه المرة لا ينبغي أن يكون الأمر كما هو الحال مع كاخوفكا".
وتعرض سد نوفا كاخوفكا للانهيار على إثر تفجير استهدفه، 6 يونيو الجاري، مخلفًا أضرارًا بيئية تقدّر كلفتها بنحو 1.5 مليار دولار، إذ اجتاحت فيضانات مدمّرة منطقة خيرسون، ما أجبر الآلاف على الفرار في وضع إنساني صعب، فيما لا تزال هناك مخاوف من كارثة بيئية.
الكرملين ينفي
ونفى الكرملين المزاعم الأوكرانية، ووصف السيناريو الذي تحدث عنه زيلينسكي بـ"الكذبة".
وقال دميتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، للصحفيين: "هذه كذبة أخرى. أجرينا لقاءات للتو مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الموقع. رأوا كل ما أرادوا رؤيته".
الطاقة الذرية: وضع زابوريجيا في طور الاستقرار
وفي أحدث بيانات وكالة الطاقة الذرية، أكدت أنه لا يزال من المتوقع أن تتوافر المياه في قناة التبريد الخاصة بمحطة زابوريجيا لعدة أسابيع، لكنها عادت وحذرت من خطورة تأثير هجوم أوكرانيا المضاد في الجنوب قرب المحطة.
وأشارت الطاقة الذرية في البيان إلى أن الوضع العسكري بمحيط زابوريجيا بات متوترًا بشكل متزايد وسط تقارير عن هجوم مضاد أوكراني في نفس المنطقة الجنوبية حيث تقع المحطة النووية.
وقبل أسبوع، زار رافايل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محطة زابوريجيا النووية، لتقييم الأخطار المحتملة بعد تدمير سد كاخوفكا وهو مصدر مياه التبريد للمحطة، وأكد بعد معاينة حوض وأقنية التبريد وأبواب الري، أن الوضع فيها "خطير"، لكنه في طور الاستقرار.