تلقى السكان في الجنوب الأوكراني تحذيرات من استخدام المياه للشرب أو الاستحمام، من السلطات المعنية، وسط أنباء عن اكتشاف بكتيريا شبيهة بـ"ضمة الكوليرا" في عينات مياه أُخذت في أوديسا، في أعقاب إعلان كييف استعداداها للاستجابة بسرعة في حالة تفشي الكوليرا في المناطق المتضررة من الفيضانات، عقب انفجار أدى إلى انهيار سد نوفا كاخوفكا في خيرسون.
إعلان أوديسا
وقال مجلس مدينة أوديسا في بيان أمس الاثنين، إن عينات المياه التي أخذت بالقرب من الميناء في 14 يونيو، اكتشف بها بكتيريا شبيهة بـ"ضمة الكوليرا" من مجموعة NAGالأولى"، مشيرًا إلى أنه تم اكتشاف الضمة لأول مرة في عينات المياه 10 يونيو الجاري.
وأكد نائب وزير الصحة الأوكراني في المقاطعة، قبل عشرة أيام، أن السلطات تراقب الوضع بدقة فيما يتعلق بتهديد الكوليرا سنويًا، بدءًا من 1 يونيو الجاري، موضحًا "العديد من المناطق في أوكرانيا، ولا سيما الجنوب - أوديسا وميكولايف وخيرسون وشبه جزيرة القرم- معرضة لخطر تفشي المرض" في أعقاب انهيار السد.
حجم تلوث كبير وشواهد للكوليرا
أكد مستشار محافظ خيرسون التابع لإدارة كييف، فولوديمير شوماكوف، في تصريحات خاصة أدلى بها لموقع "القاهرة الإخبارية"، رصد حجم تلوث ليس بالقليل، مشيرًا إلى "شواهد بتفشي وباء الكوليرا، في ظل أزمة كبيرة في المياه التي تلوثت وخلفت أعدادًا كبيرة من الأسماك النافقة".
وأوضح أن الوضع مستقر بخصوص المياه داخل مدينة خيرسون، إلا أنه أوضح أن المحافظة وضواحيها توجه أزمة كبيرة، إذ أن الآبار التي تستخدمها القرى والبلدات هناك أصبحت غير مناسبة للشرب.
ولفت السياسي السابق، إلى أن كييف تنظر إلى حجم الضرر الواقع عليها في أعقاب انهيار سد نوفا كاخوفكا، في خيرسون، على أنه أصعب من الأسلحة التكتيكية، موضحًا أنه بالنظر إلى حجم الأضرار الاقتصادية ولا سيما على صعيد الرقعة الزراعية وإصلاح التربة كبير جدًا، وتقدر معالجته بسنوات.
جهود إجلاء مستمرة
وبعد 14 يومًا من انهيار السد، لا تزال السلطات الأوكرانية تواصل عمليات الإجلاء بمحيط المناطق المتضررة من انجراف المياه.
وأكد وزير الشؤون الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو، في تغريدة له، أمس الاثنين، أنه "تم إجلاء 3773 شخصًا و284 حيوانًا. لسوء الحظ، قُتل 18 شخصًا، وغرق 14 شخصًا، وتوفي أربعة متأثرين بإصابات أعيرة نارية أثناء الإخلاء. وفقد 31 شخصًا. نحن نبحث عن الجميع".
أشار المسؤول الأوكراني أنه رغم استمرار المياه بالانحسار، ووسط جهود رجال الإنقاذ الذين يرفعون ما يقرب من 24 ألف متر مكعب من المياه يوميًا، لا تزال 39 مستوطنة و818 منزلًا غارقة في الفيضانات، بحد قوله.
وتبادلت أوكرانيا وروسيا التي تشن عملية عسكرية خاصة في البلاد، منذ 24 فبراير من العام الماضي، الاتهامات حول التخريب المتعمد للسد الواقع في الجنوب الأوكراني.