وسط عمليات إجلاء لم تهدأ وتيرتها، منذ أمس، في أعقاب استهداف سد نوفا كاخوفكا في الجنوب الأوكراني، وإدانات دولية في مواجهة اتهامات متبادلة بين موسكو وكييف حول المسؤولية عن انهيار السد، استعان مستشار حاكم خيرسون التابع لإدارة كييف، بالحجة والدليل للتأكيد على رواية أوكرانيا بشأن الحادث.
جزم مستشار حاكم خيرسون التابع لإدارة كييف، فولوديمير شومكوف، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأربعاء، بأن تفجير سد نوفا كاخوفكا يصب في مصلحة روسيا، وأنها المستفيد الوحيد من الحادث ذي التبعات الكارثية على أوكرانيا وشعبها، نافيًا أي علاقة لكييف بالأمر، بحد قوله.
ليس في صالح أوكرانيا
وأوضح شومكوف "الأمر ليس في صالح أوكرانيا، عندما تراجعت القوات الأوكرانية من منطقة كاخوفكا، لم تتخذ كييف قرارًا بتدمير هذا السد، رغم أن تدميره حينها كان في صالح أوكرانيا وكان من شأنه وقف الهجوم الروسي، لكنها لم تقدم على ذلك، ومن ثم استطاعت روسيا السيطرة على مدينة خيرسون".
أضاف: "بعد 9 أشهر عندما حررت أوكرانيا خيرسون وكل الضفة الغربية، قبل التقهقر من المنطقة دمر الروس كل البنى التحتية الأساسية والخاصة بالطاقة على الضفة الغربية، وهربوا عل الضفة الشرقية ونوفا كاخوفكا هناك".
ووصلت مياه السد إلى نحو ثمانين بلدة من البلدات الواقعة على ضفتي نهر دنيبرو، أمر تسبب في حدوث فيضانات شديدة كبدت الأبنية والأراضي الزراعية خسائر ضخمة على أثرها.
السد مضاد للصواريخ
قال مستشار محافظ خيرسون، إن تفجير سد نوفا كاخوفكا بواسطة صاروخ يعد مستحيلًا، مبينًا أن السد الأساسي يعود للحقبة السوفيتية، وتم بناؤه وقت الحرب البارده، بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا، ليتمتع ببنية تحتية ضخمة ضد الصواريخ والقنابل، وهو ما يؤكد- في تقديره- أن السد تم تدميره من الداخل.
عمل انتقامي
وينظر شومكوف إلى حادث تفجير السد باعتباره عملًا انتقاميًا، غرضه أن تعرقل موسكو الهجوم المضاد المرتقب للقوات المسلحة الأوكرانية، مضيفًا أن روسيا تدرك أن قواتها سيؤول بها الوضع للتراجع وترك خيرسون.
إبادة جماعية
واتهم مستشار حاكم خيرسون التابع لإدارة كييف، روسيا بارتكاب إبادة جماعية بحق المدنيين الأوكران في الضفة الشرقية التي تقع تحت سيطرتها، مؤكدًا أن موسكو لم تنفذ عمليات إجلاء بهذه المناطق، رغم الحاجة الماسة لذلك، في ظل تدفق مياه السد.
أضاف أن أوكرانيا تعتزم طرح هذه القضية أمام الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية باعتبارها إبادة جماعية.
على الجانب الآخر، أشار شومكوف إلى تنظيم السلطات الأوكرانية عمليات إجلاء في خيرسون والضفة الغربية، ولم تخلو هذه اللحظات الكارثية من قصف روسي للمدينة باستخدام صواريخ ومدافع هاون وهاوتزر عرقلت عمليات الإجلاء، بحد قوله.
تهديدات إشعاعية
حذر المستشار الأوكراني من عواقب وخيمة للتفجير تبلغ حد مخاطر الإشعاع النووي، حيث تقع محطة زابوريجيا للطاقة الواقعة جنوبي البلاد بالقرب من سد نوفا، وقال: إلى جانب عواقب التفجير الكبيرة المتعلقة بضرر الاقتصاد والزراعة، وبصفة عامة للسكان، في أوكرانيا، يبقى خطر تسريب الإشعاع من زابوريجيا، وفي حال وقع ذلك سوف يتسمم وسط وجنوب، وقليل من الشمال الأوكراني، وكل التربة الزراعية في هذه المناطق، وبالتأكيد ليس هذا في صالح أوكرانيا، إن تفجير هذا السد في صالح روسيا. "بحد قوله.
ويعتبر سد نوفا كاخوفكا ذو أهمية استراتيجية للمنطقة، فإلى جانب احتوائه على خزان يوفر المياه للمزارعين والسكان، وكذلك مياه التبريد لمفاعلات محطة زابوريجيا للطاقة النووية، فهو يعد قناة الإمداد الأساسية للمياه بالجنوب نحو شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.