"إياك أن تمنعه من التلحين"، كانت هذه نصيحة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب إلى والد الموسيقار المصري الراحل محمد سلطان، بعدما استمع إلى لحنه، وأًعجب به كثيراً رغم صغر سنه.
وصيّة موسيقار الأجيال أطلقت إبداعه وفايزة أحمد نجاح خاص
لم يصدق موسيقار الأجيال أن الشاب ابن السادسة عشر، يُمسك العود ويعزف عليه كملحن محترف، فقرر أن يرى أهله، وذهب معه إلى المنزل ليوجه لوالده هذه النصيحة، ومن هنا انطلقت رحلة "سلطان" في عالم الفن، ليصنع تاريخًا كبيرًا لا يُنسى، وتصبح أعماله ذات بصمة.
رصيد ضخم
محمد سلطان، ابن مدينة الإسكندرية الذي وُلد عام 1937، غادر الدنيا اليوم تاركًا رصيدًا كبيرًا من الألحان مع كبار النجوم، مثل: ليلى مراد، كارم محمود، سعاد محمد، وسميرة سعيد، فيما كان النصيب الأكبر من الحانه تلك التي قدمها لزوجته الراحلة فايزة أحمد.
قصة حب
من بيت فريد الأطرش، كانت شرارة الحب بين محمد سلطان والمطربة الكبيرة فايزة أحمد، لتستمر قصة حبهما 17 عامًا، والتي لم ينساها "سلطان" ويحكي عنها في كل لقاء له، ويقول: "صوت فايزة أحمد ترك فراغًا كبيرًا جداً لدي، والصوت الأساسي في معظم ألحاني، ولم أجد امرأة مثلها نهائيًا، فقد كانت تهتم بكل تفاصيلي، وتحبني بشكل كبير، وحينما استمع إلى الأغاني التي قدمناها سويا أبكي وخاصة أغنية "بكرة تعرف يا حبيبي"، وأقرأ لها القرآن، فلن تعوضها أى امرأة أخرى".
تمثيل
الصدفة وحدها قادت "سلطان" لأن يصبح ممثلًا، عندما رآه المخرج يوسف شاهين صدفة، وعرض على والده أن يُمثِل ولكنه رفض، بينما أصرّ شاهين، وقال إنه سيكون ناجحًا، وبعدها بالفعل شارك "سلطان" في عدد من الأعمال المهمة مثل "عائلة زيزي، مدرس خصوصي، كريم ابن الشيخ، الناصر صلاح الدين"، ولكن بعدها وجد أنه سينشغل عن حبه الأول وهو الموسيقى، لذلك قرر أن يتوقف.
اكتشاف المواهب
كان محمد سلطان -رئيس جمعية المؤلفين والملحنين سابقًا- حريصًا على أن يساعد المواهب الشابة للخروج إلى النور، وإبراز مواهبهم، ومن أهم الأصوات التي كان حريصًا على أن يحكي عنها، الديفا سميرة سعيد، والتي قال عنها في لقاء تليفزيوني: "سميرة سعيد انطلاقتها الأولى كانت من منزلي، وقدمنا سويا "الحب اللى أنا عايشاه" وكانت بوابتها للنجومية".
رحيل
اليوم، انطوت صفحة العملاق الفني، ورحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض، ولكنه سيظل في قلوب كل عاشق لأغانيه وأعماله.