تستضيف المملكة المتحدة، مؤتمر لندن لإعادة إعمار أوكرانيا (URC 2023) بالإشتراك مع أوكرانيا، في العاصمة لندن، في الفترة من 21 إلى 22 يونيو 2023.
وتنتظر أوكرانيا مليارات الدولارات، تقدمها أكثر من 50 دولة تشارك في المؤتمر، بهدف دعم أوكرانيا، وإعادة إعمارها، إذ ضخ الداعمون لها نحو 59 مليار دولار منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر مسؤولون من أكثر من 60 دولة، إضافة إلى المؤسسات العالمية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي، وبنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير.
50 مليار يورو
واليوم كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عن حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا، بقيمة 50 مليار يورو (54.65 مليار دولار)، مشيرة بحسب "رويترز"، إلى أن هذا الرقم خُصص بعد مراجعة ميزانية التكتل للفترة بين عامي 2021 و2027، وقبيل مؤتمر دولي في لندن هذا الأسبوع بهدف جمع مزيد من الأموال لجهود إعادة إعمار أوكرانيا.
وأشارت "فون دير لاين"، إلى أن هذه الاحتياطات المالية، ستسمح للاتحاد الاوروبي، بتحديد دعمه المالي، بناء على تطور الوضع ميدانيًا، فيما كشف مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، أن المبلغ يشمل 33 مليار يورو في شكل مساعدات مالية، بهدف ضخ المزيد من الأموال في خزينة كييف، لمساعدتها في التصدي لروسيا.
وليست هذه المرة الأولى التي يقدم فيها الاتحاد الأوروبي مساعدات لأوكرانيا، إذ سبق وقدم 18 مليار يورو، في شكل مساعدات مماثلة لكييف، في 2023،
أوكرانيا تريد 40 مليار دولار
وقبل عقد مؤتمر لندن، الذي ينطلق غدًا، قال مسؤول أوكراني إن كييف تسعى لفلحصول على 40 مليار دولار؛ لتمويل الجزء الأول من "خطة مارشال الخضراء" لإعادة بناء اقتصادها بعد الحرب، إذ تشير تقديرات البنك الدولي، إلى أن تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا، ستتجاوز 400 مليار دولار، وهو ما يُعادل ثلاثة أمثال الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وفي المرحلة الأولى لـ"خطة مارشال الخضراء"، التي تهدف لإعادة بناء اقتصادها، قال روستيسلاف شورما، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن التركيز الأول سيكون على صناعة الحديد والصلب، التي كانت تسهم بنحو 10%، من الناتج المحلي الإجمالي الأوكراني في 2021، وثلث عائدات التصدير.
وأوضح شورما، أنه بالنسبة لإعادة البناء، فمن المنطقي أن تكون خضراء بما يتماشى مع التكنولوجيا الجديدة، مؤكدًا أنهم يهدفون لبناء خمسين مليون طن من الصلب الأخضر في أوكرانيا، ما يمكنها أن تصبح أرخص مورد في العالم لما يسمى بالصلب الأخضر، المصنّع بدون استخدام الوقود الأحفوري، ضمن جهود أوروبا للحياد الكربوني.
دعم عسكري
من جانبه قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إن مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا رسالة تضامن واضحة، مؤكدًا في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الأوكراني، أنهم يصطفون لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها واستقلالها، إضافة إلى تقوية الجيش الأوكراني.
وأكد "بلينكن"، أهمية دعم أوكرانيا حتى تنجح في الانضمام للاتحاد الأوروبي"، وجدد تأكيده على أن الولايات المتحدة وشركاءها ملتزمون بدعم أوكرانيا مهما طال الوقت.
وقال بلينكن، إن هناك حزمة جديدة من المساعدات، سيتم الإعلان عنها غدًا الأربعاء، مؤكدًا على أهمية تحقيق الانتعاش الاقتصادي لأوكرانيا.
مخاطر الحرب
وبحسب "سي إن إن"، فمن المتوقع إطلاق خطة تأمين "مخاطر الحرب" لتغطية الشركات التي تعود للاستثمار في أوكرانيا مرة أخرى، إضافة إلى مناقشة كيفية استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل بعض جهود إعادة البناء.
ومن المقرر أن يشهد المؤتمر إعلان المقرضون متعددو الأطراف، مثل البنك الدولي، زيادة أدوارهم، من خلال توفير خطط التأمين ضد مخاطر الحرب، من أجل تشجيع القطاع الخاص، وذلك نيابة عن مجموعة السبع وحكومات المساهمين الآخرين.
استخدام أموال روسيا المجمدة
وبحسب "سي إن إن"، من المقرر أن يناقش المجتمعون، قضية استخدام نحو 300 مليار دولار، من احتياطات البنك المركزي الروسي، المجمدة، رغم استبعاد احتمالية الإعلان عن مثل تلك الخطوة في هذه المرحلة.
وتعقيبا على هذه الخطوة، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد منير، في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، إن هناك محاولات عديدة فشلت فيما يتعلق بمسألة إعمار أوكرانيا من أموال روسيا المحجوزة لدى سويسرا، خاصة بعد رفض البرلمان السويسري هذا الأمر سابقًا.
وأوضح "منير"، أن المؤتمر يعتبر محاولة لإيجاد مبررات لاستخدام أموال روسيا المجمدة، بعد الفشل السابق في استخدامها، بعد رفض سويسرا.