أجاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشكلٍ قاطعٍ، عمّا إذا كان سيخفف العقبات أمام انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قائلًا "لا"، مُوكدًا أنهم يجب أن يفوا بنفس المعايير، "لذلك لن أجعله سهلًا".
وفي تصريحات صحفية، قبل مغادرته فيلادلفيا لحضور أول حدث رسمي له في حملته الرئاسية قال بايدن: "أعتقد أنهم فعلوا كل ما يتعلق بإثبات القدرة على التنسيق عسكريًا، ولكن هناك مشكلة كاملة تتعلق بـ هل نظامهم آمن؟ هل هي غير فاسدة؟ هل تفي بجميع المعايير التي يلتزم بها الجميع، وكل دولة أخرى في الناتو؟ أعتقد أنها ستفعل، أعتقد أنه يمكنها، لكنه (انضمامها) ليس أوتوماتيكيًا".
يوم الجمعة، قالت CNN إن مصدرًا مطلعًا على الوضع، قال إن بايدن مرتاح لإزالة إحدى العقبات التي تحول دون انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وأنه سيكون على استعداد للتخلي عن خطة عمل العضوية (MAP) لأوكرانيا، التي تم وصفها في اتفاقية عام 2008 بأنها "الخطوة التالية لأوكرانيا.. في طريقها المباشر إلى العضوية".
فما هي خطة عمل العضوية؟
يلتزم "الناتو" بسياسة الباب المفتوح، أي أن عضويته مفتوحة أمام أي دولة أوروبية أخرى، ووفقًا لموقع الناتو، تعرف خطة عمل العضوية، على أنها بمثابة برنامج مشورة ومساعدة ودعم عملي، خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفردية من البلدان الراغبة في الانضمام إلى الحلف.
وبناءً على قرار مجلس شمال الأطلسي، تشارك البلدان الراغبة بالانضمام في خطة عمل العضوية، ومن خلال الخطة تقدم البلدان الراغبة في الانضمام للحلف الأطلسي، برامج وطنية سنوية فردية حول استعداداتها لعضوية محتملة في المستقبل، تغطي الجوانب السياسية والاقتصادية والدفاعية والموارد والأمن والجوانب القانونية.
وتوفر عملية خطة عمل العضوية آلية ردود فعل مركزة، حول تقدم الدول الطامحة في برامجها، وبينها المشورة السياسية والفنية، إضافة إلى تقييم الاجتماعات السنوية بين جميع أعضاء الناتو والطامحين الأفراد على مستوى مجلس شمال الأطلسي لمدى التقدم المحرز، على أساس تقرير التقدم السنوي.
وبحسب الموقع الإلكتروني للحلف، فإن العنصر الأساسي هو نهج التخطيط الدفاعي للطامحين، والذي يتضمن وضع ومراجعة أهداف التخطيط المتفق عليها، وعلى مدار العام، تتيح الاجتماعات وورش العمل مع خبراء الناتو المدنيين والعسكريين في مختلف المجالات مناقشة مجموعة كاملة من القضايا ذات الصلة بالعضوية.
تم إطلاق خطة عمل العضوية في أبريل 1999 في قمة الحلف بواشنطن، لمساعدة الدول التي تطمح إلى عضوية الناتو في استعداداتها، واعتمدت العملية بشكل كبير على الخبرة المكتسبة خلال عملية انضمام التشيك والمجر وبولندا، التي أصبحت أعضاء في أول جولة توسع للحلف بعد الحرب الباردة في عام 1999.
وتستغرق الدول الراغبة في الانضمام للناتو، سنوات، للإيفاء بالخطة، فمثلًا مقدونيا، التي انضمت للتحالف في 2020، دخلت خطة عمل العضوية، عام 1999، عندما كان للبلاد اسم رسمي مختلف هو "جمهورية مقدونيا".
المشاركة في خطة العمل
وساعدت المشاركة في خطة العمل في إعداد الدول السبع التي انضمت إلى حلف الناتو في جولة التوسع الثانية بعد الحرب الباردة في عام 2004، وهي: بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا، بالإضافة إلى ألبانيا وكرواتيا في أبريل 2009، وحاليًا تشارك البوسنة والهرسك في خطة عمل العضوية، بعد أن تمت دعوتها للقيام بذلك في عام 2010.
ما الدول الأوروبية غير الأعضاء في "الناتو"؟
إضافة إلى أوكرانيا وروسيا توجد 17 دولة أوروبية أخرى ليست عضوًا في حلف "الناتو"، وهي: إيرلندا، والنمسا، والسويد، وسويسرا، وأرمينيا، وأذربيجان، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو، وقبرص، وصربيا، ومالطا، وموناكو، وبيلاروسيا، ومولدوفا، وجورجيا، وأندورا، وسان مارينو، وعلى الرغم من أن فنلندا والسويد كانتا ملتزمتين بالحياد منذ الحرب العالمية الثانية، دفعتهما الحرب الروسية الأوكرانية إلى تحول تاريخي، وتستعد السويد للانضمام بعد فنلندا.