عبد الإله السناني: "سوق صناعة المسرح" لأول مرة.. وإقامة معرض تكريمًا للراحل السعودي محمد العثيم
حدث مسرحي كبير تشهده الساحة العربية بانطلاق مهرجان الرياض المسرحي الأول، الذي تقيمه هيئة الفنون الأدائية والمسرحية بالسعودية خلال الفترة من 14 إلى 23 ديسمبر المقبل.
تزخر الدورة الأولى من المهرجان بالعديد من المفاجآت، ومنها تولي إدارة المهرجان إنتاج العروض المسرحية المشاركة فيه من خلال مرحلتين، الأولى اختيار النصوص المسرحية ثم إنتاجها، يعقبها اختيار الأفضل منها للمشاركة في المهرجان، فضلًا عن تقديمه أكبر جوائز على مستوى المهرجانات العربية، واستضافته نجومًا وشخصيات مسرحية مؤثرة على مستوى العالم.
يؤكد الفنان السعودي عبد الإله السناني، عضو مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية ورئيس مهرجان الرياض المسرحي، لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن المهرجان يهدف لتمكين وتوطين الشباب الموهوبين دعمًا للحراك المسرحي في السعودية، وزيادة وعي المتلقي بالعمل المسرحي، واكتشاف المواهب الشابة وصقلها ومتابعتها وتطويرها لدرجة الاحترافية.
إنتاج 20 عرضًا مسرحيًا
يضيف السناني: "المهرجان سيساهم في عمل حراك مسرحي يمتد لأكثر من 3 أشهر في المرحلة الأولى من التصفيات، التي ستبدأ باستقبال النصوص من الفرق المسرحية وتحكيمها واختيار 20 عرضًا من جميع مناطق المملكة، إذ تقوم الهيئة بدعم هذه العروض والفرق المختارة، على أن يُقدم كل عرض في منطقته لمدة أسبوع".
تقوم لجنة المشاهدة في المرحلة الثانية بترشيح أفضل العروض إلى المسابقة النهائية بالمهرجان، كما سيكون الجمهور أحد معايير التقييم والاختيار بالنسبة للعروض التي ستشارك في المهرجان، ويقول "السناني": "نأخذ بعين الاعتبار تقييم الجمهور للعروض، ومدى تفاعلهم، وتوافقهم وفهمهم له، وهل الجمهور من النخبة أم لا؟! وكيفية استيعابهم للعرض، بهدف زيادة الوعي بالعمل المسرحي وتوعية الشباب بأهمية ودور العروض المسرحية وتقديم نص مسرحي مكتمل العناصر برؤية إخراجية وبصرية وسينوغرافيا ومحتوى وقضية مهمة بتقنية عالية، وسيتحمّل المهرجان أي تكلفة مادية تخص هذه العروض لتخرج بالشكل اللائق".
يشير رئيس مهرجان الرياض المسرحي إلى أن حفل الختام سيشهد تقديم أعلى جوائز بالعالم العربي، ويبلغ عددها 8 جوائز سواء أحسن عرض وأفضل ممثل وممثلة وأفضل سينوغرافيا وديكور وإضاءة وغيرها.
فيلم ومعرض لمحمد العثيم
اعترافًا بدور رواد المسرح السعودي في تطويره، يكرم المهرجان أحد رواده، إذ يقول السناني، إنه تم اختيار المؤلف السعودي الراحل محمد العثيم وهو أستاذ جامعي وكاتب مسرحي، لتكريمه وعمل فيلم وثائقي عنه برؤية سينمائية، مع إقامة معرض شخصي لأهم إصداراته طوال المهرجان التي تعكس عشقه للمسرح.
استضافة 80 شخصية
يجمع المهرجان خلال فعالياته عددًا كبيرًا من الشخصيات البارزة في مجال المسرح، إذ يتم استضافة أكثر من 80 شخصية من نجوم وممثلين وأكاديميين ومخرجين من العالم العربي والعالم كضيوف للمهرجان.
كما يشير السناني إلى أن اللجنة العلمية بالمهرجان استقرت على إقامة 3 ندوات فكرة ونقدية، حيث ستكون الأولى عن المسرح العالمي والثانية حول المسرح العربي والثالثة عن المسرح السعودي، مؤكدًا أنه سيقيم مؤتمرًا صحفيًا بعد شهرين للإعلان عن أسماء النجوم العالميين المشاركين بالمهرجان، مع عمل ورقة بحثية عن المسرح والتي ستطبع كإصدار بالمهرجان، يشارك في وضعها جامعات وأكاديميات ونجوم وشخصيات مهمة.
ماستر كلاس الخبراء
يؤكد "السناني" أن من بين المفاجآت التي يحملها المهرجان إقامة "ماستر كلاس للخبراء" وسيتم استضافة نجوم من العالم العربي وعددهم 5 فنانين كبار سيحلون كضيوف بالمهرجان ويقدمون أنفسهم في شكل محاضرة وجلسة يتحدث فيها عن تاريخه، ليلتقون عشّاق ومحبي ودارسي العمل المسرحي، وهو بمثابة نقاش حي عن حياة الفنان وأعماله وتشمل النجوم الأجانب والعرب من الأسماء العالمية.
سوق صناعة المسرح
في ظل حرص المهرجان البحث عن الاختلاف، يقدم للمرة الأولى تجربة فريدة تسمى "سوق صناعة المسرح"، ويقول السناني عنها: "لأول مرة بالمهرجانات العربية سنقوم بعمل تجربة جديدة باسم "سوق صناعة المسرح"، وسيكون من حق كل المؤسسات والمراكز التي تعتني بالعمل المسرح العربي المشاركة فيها، سواء من مهرجانات وفرق وقنوات ومؤسسات تهتم بالعمل المسرحي من كل العالم، لنعطي للمسرحيين ومحبي الإنتاج وضع البيئة المناسبة لتنشيط العمل المسرحي ليكون هذا السوق هو الشعلة والنشاط والحراك المهم للتعارف والتبادل، وسيكون لكل هؤلاء دور فعّال في هذا السوق".