في تطور لافت لجرائم الحرب الإسرائيلية، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية، لأول مرة منذ 23 عامًا، طائرات الأباتشي خلال اقتحامها مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، ما رجّحه مراقبون إسرائيليون "دليل فشل" للقوات البرية وآلياتها العسكرية في ميدان القتال، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
مهمة أولى
لأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2002، نفذت الطائرات الهجومية الإسرائيلية أولى هجماتها في الضفة الغربية، مستهدفة بالصواريخ نقاط تمركز عناصر المقاومة في جنين، في محاولة لإنقاذ جنود إسرائيليين أصيبوا أثناء انسحابهم من الاشتباكات.
وفجر أمس الاثنين، دارت اشتباكات عنيفة في أنحاء متفرقة من مخيم جنين لمدة 9 ساعات، أسفرت عن استشهاد 6 من الشباب الفلسطيني، من بينهم عناصر تابعة لـ"سرايا القدس"، الذراع الحربية لحركة "الجهاد الإسلامي"، وإصابة نحو 100 شخص بجروح بالغة.
واندلعت الاشتباكات عبر كمين نصبته فصائل المقاومة الفلسطينية بعد رصد وحدة مستعربين تابعة للجيش الإسرائيلي، تنكرت بلباس مدني وداهمت الجيش، لتدور اشتباكات عنيفة تتخللها آليات عسكرية ومدرعات مصفحة.
ارتباك أمني
اصطدمت الآليات العسكرية أثناء عودتها بوابل من المتفجرات الثقيلة، ما أعاق عملية انسحابها من المخيم بعد إضرام النيران في المدرعات، وهو ما أربك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول معرفة المقاومة بخطة الانسحاب الإسرائيلية.
وفي خضّم الاشتباكات العنيفة في المخيم، حلّقت "الأباتشي" على مسافة منخفضة من المخيم وأطلقت وابلًا من الصواريخ على أهداف تابعة للمقاومة الفلسطينية، في محاولة لإبعادهم عن نقاط التفجير التي أصيب فيها 6 جنود إسرائيليين بجراح طفيفة أثناء خروجهم، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير لها أمس الاثنين، أن تدخل الطائرات الحربية من طراز "أباتشي" لأول مرة منذ عقدين يؤكد ضعف نشاط الآليات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إذ حلّقت فوق مخيم جنين بعد اشتعال المدرعات الإسرائيلية.
وكشفت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية أن المروحية العسكرية التي أصيبت في جنين هبطت إثر عطل جراء إطلاق الرصاص عليها، ونشرت صورًا للأباتشي لحظة هبوطها الاضطراري، بسبب العطل الذي تسبب فيه رصاص من حقل قرب جنين.
جدير بالذكر أن "أباتشي" مروحية هجوم أمريكية من إنتاج شركة "بوينج"، وتعد طائرة الهجوم الرئيسية للجيش الأمريكي، وتتميز بأنها مروحية هجومية عالية التسليح، ذات ردود أفعال سريعة، بإمكانها أن تهاجم من مسافات قريبة أو في العمق، وقادرة على التدمير، والإخلال بقوات الخصم، بحسب الشركة.