الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رأس الحربة في المقاومة الفلسطينية.. جنين الأكثر عُرضة للعدوان الإسرائيلي

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال الإسرائيلي يقتحمون جنين

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أصبحت جنين أكثر مدن الضفة الغربية المحتلة، عُرضة للعدوان الإسرائيلي المتكرر، منذ بداية العام الجاري، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال، صباح اليوم الإثنين، المدينة ومخيمها، في عملية عسكرية أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 40 فلسطينيًا.

حاضنة المقاومة

وتعد جنين التي يقطنها 40 ألف نسمة، أكبر مدن المثلث الواقع بين جنين ونابلس وطولكرم. ويستهدف الاحتلال جنين بالغارات المتكررة، لاعتبارها حاضنة للمقاومة الفلسطينية، ورأس الحربة لما يُسمى بـ"مثلث الرعب" في الضفة الغربية.

ومن أشهر العمليات العسكرية التي نفذها الاحتلال في جنين، تلك التي حملت اسم "السور الواقي"، 3 أبريل 2022، حين اقتحم جيش الاحتلال مخيم جنين بقوات غفيرة من الجيش والمشاة والدبابات بعد تطويقه بالكامل.

ومع بدء الاجتياح الذي أشرف عليه بشكل استثنائي شاؤول موفاز، رئيس أركان جيش الاحتلال، نصب المقاومون الكمائن المفخخة في أزقة المخيم، التي تسببت بمقتل عدد من الجنود، فقتل أحدها 13 جنديًا إسرائيليًا وأصيب 15 آخرون، وهو ما جعل الاحتلال يغير خططه ويقرر هدم جزء من المخيم وتسويته بالأرض، وهي المنطقة التي كان يتحصن بها المقاومون.

وحاصرت إسرائيل المخيم 10 أيام مُنِعت فيها عن المخيم المياه والكهرباء والطعام والعلاج، كما قصف الاحتلال المخيم بطائرات "إف-16" والمدفعية.

ودمر الاحتلال 455 منزلًا بالكامل، و800 منزل بصورة جزئية، واستشهد 58 من أبناء المخيم معظمهم من غير المقاومين، إذ كان يستخدمهم دروعًا بشرية خلال محاولته التوغل في المخيم، واعتقال المئات من أبنائه، في مجزرة طالت البشر والحجر، وهزت الرأي العام العالمي.

وفي المقابل، قُتل خلال هذه المعركة 50 جنديًا إسرائيليًا وأصيب العشرات، ما جعلها من أكثر المعارك التي دفعت فيها إسرائيل ثمنًا. وحاولت إسرائيل التقليل من هذا الثمن بإعلان نجاحها في اجتثاث المقاومة بالمخيم، وأنها خطوة لا بد منها للقضاء على "عش الدبابير"، حسب وصفها المخيم، ووقف العمليات التي تخرج منه.

اقتحامات متكررة

ومع بداية العام الجاري 2023، كثفت قوات الاحتلال اقتحامات جنين ومخيمها، بزعم اعتقال مطلوبين فلسطينيين نفذوا هجمات ضد إسرائيليين. ويدعي الاحتلال أن جنين معقلًا للأجنحة المسلحة للفصائل الفلسطينية.

في شهر يناير، نفذت قوات الاحتلال عملية عسكرية كبيرة في مخيم جنين، بزعم استهداف خلية عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، التي استشهد 3 منهم، خلال اشتباكهم المسلح مع قوات الاحتلال.

وفي مارس، استشهد 6 فلسطينيين بمداهمة للجيش الإسرائيلي لمخيم جنين في الضفة الغربية تضمنت محاصرة منزل يتحصن فيه عدد من النشطاء.

وأعلن جيش الاحتلال أن العملية استهدفت اغتيال الناشط عبدالفتاح خروشة من "كتائب القسام"، المتهم بتنفيذ عملية إطلاق نار في بلدة حوارة في نابلس وقتل إسرائيليين.

وفي أبريل، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، وحاصرت العديد من المنازل، وسط تحليق مكثف للطائرات في الأجواء. كما دفعت بتعزيزات كبيرة، حين اندلعت اشتباكات عنيفة بينها وبين الشباب الفلسطينيين. وأسفرت العملية آنذاك، عن عدد من الشهداء والجرحى.

وفي مايو، اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال مدعومة بالأليات العسكرية مخيم جنين، ودارت اشتباكات عنيفة مع عناصر من سرايا القدس في المخيم.

تفاصيل العملية العسكرية الحالية

وتعد العملية العسكرية التي بدأها جيش الاحتلال، صباح اليوم الإثنين، الأكبر من سابقاتها هذا العام، إذ أصيب ما يزيد على 40 مواطنًا فلسطينيًا بالرصاص، بينهم حالات حرجة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة جنين ومخيمها.

واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، صباح اليوم الإثنين، ونشرت قناصتها فوق بعض المنازل، ودارت مواجهات عنيفة في عدة مناطق أطلق الجنود خلالها الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام.

ودمرت جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال خط مياه في حي الجابريات من مدينة جنين، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية"وفا" نقلًا عن شهود عيان، إن قوات الاحتلال اقتحمت منزل مصعب البرمكي في حي الجابريات، واستخدمت سكانه دروعًا بشرية. وقصفت طائرة حربية من طراز "أباتشي" أرضًا خالية في حي الجابريات.

وفي تصعيد جديد غير مسبوق منذ سنوات، شنت قوات الاحتلال غارات جوية على مواقع في مخيم جنين بالضفة الغربية، بعد أن داهمت حي الجابريات في المخيم، وحاصرت أحد المنازل لمطاردين تتهمهم بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات إطلاق نار.

ودارت اشتباكات عنيفة في أرجاء مخيم جنين، واعتلى قناصة إسرائيليون أسطح المنازل لاستهداف مقاتلين فلسطينيين. وقصفت مروحيات أباتشي إسرائيلية جنين للمرة الأولى منذ 22 عامًا. ودفعت دولة الاحتلال بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى جنين خاصة بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 7 من جنوده في مخيم جنين.

تسريع الاستيطان

وجاءت العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في جنين ومخيمها، بعد يوم من إصدار حكومة الاحتلال، أمس الأحد، قرارًا يُسرع من إجراءات بناء المستوطنات بالضفة الغربية، كما يتضمن القرار تفويض وزير ماليتها بتسلئيل سموتريتش بالتصديق على ذلك.

ووافقت حكومة الاحتلال، أمس الأحد، على خطط لبناء 4560 وحدة سكنية في مناطق مختلفة من الضفة، وإدراجها على جدول أعمال المجلس الأعلى للتخطيط الإسرائيلي الذي يجتمع الأسبوع المقبل، على الرغم من أن 1332 وحدة سكنية فقط جاهزة للموافقة النهائية، فيما لا يزال الباقي يخضع لعملية الموافقة الأولية.

ويعزو المراقبون الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة لجنين ومخيمها، إلى هدف الاحتلال فرض واقع جديد في الضفة والمدن المحتلة، بالتزامن مع زيادة عملية الاستيطان في تلك المناطق.

فقد جاءت العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، مايو الماضي، بعد أيام من إعلان الاحتلال، السماح للمستوطنين اليهود بالعودة إلى بؤرة حومش الاستيطانية، شمالي الضفة الغربية، التي تم إخلاؤها عام 2005، ضمن ما سُمي آنذاك بخطة "فك الارتباط".

ومنذ توليه السلطة، يناير الماضي، وافق بنيامين نتنياهو، ائتلاف رئيس الوزراء، على إنشاء أكثر من 7 آلاف وحدة سكنية جديدة معظمها في عمق الضفة الغربية. كما شهد عهد حكومته القصير اشتباكات عدة مع الفلسطينيين، لا سيما في جنين وغزة.