تعيش المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على وقع صدمة فشل العملية العسكرية في مخيم جنين، حيث تفاجأ الجيش هذه المرة من تكتيك المقاومة الفلسطينية في مواجهته خلال مداهمة للمخيم، فجر أمس الاثنين، إذ أوقع الشبان الفلسطينيون قواته وآلياته العسكرية في كمائن عدة، وشلّوا قدرته على إكمال العملية العسكرية، والانسحاب منها، في تطور لافت للمستوى الذي وصلت إليه المقاومة.
شكوك إسرائيلية
يخيم الشك على المؤسسة الأمنية حول كشف فصائل المقاومة لخط انسحاب القوات الإسرائيلية بعد اقتحامها المخيم، حيث اصطدمت أثناء عودتها بوابل من المتفجرات على طول الخط، وتحقق فيما إذا كانت العبوات المتفجرة قد زُرعت سابقًا أم أنها زرعت فور اقتحام قوات الجيش لجنين، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
ففي خضم الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وعناصر المقاومة، تعثرت القوات الإسرائيلية لأول مرة أثناء انسحابها من مخيم جنين واستغرقت عملية إنقاذ الجنود المصابين من مكان تفجير العبوات أكثر من ساعة، ما فسره قادة بالجيش بأن قواعد اللعبة قد تغيرت.
وتزامنًا مع الدعوات المطالبة بالتصعيد العسكري واسع النطاق في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، قال تساحي هنجبي، رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي: "إن جنين أصبحت مركزًا للمقاومة وإذا لم نتحرك في جنين سنلتقي بالعبوات في وسائل المواصلات، وفي قلب تل أبيب".
اشتعال المدرعات الإسرائيلية
وتعتقد "يسرائيل هيوم" أن جنين أصبحت عبارة عن قنبلة موقوتة، بينما رأى موقع "ميدا" الإسرائيلي أن التهديد يتزايد والفصائل الفلسطينية أصبحت أكثر جرأة من أي وقت مضى.
وترى صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن تدخل الطائرات الحربية من طراز "أباتشي" لأول مرة منذ عقدين يؤكد ضعف نشاط الآليات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث حلقت فوق مخيم جنين بعد اشتعال المدرعات الإسرائيلية.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن الجيش يحاول تأخير التصعيد قدر الإمكان، لكسب الوقت، في محاولة لإعادة آليات السيطرة على شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى ذلك، يجهز الجيش العديد من التقنيات الحديثة لحماية الجنود الإسرائيليين أثناء اقتحامهم للضفة الغربية.