شهدت السينما المصرية على مدار تاريخها إسهامًا كبيرًا للمرأة المصرية، تنوعت أدوارها بين الإنتاج والإخراج والمونتاج، وغيرها من عناصر العمل الفني، وكان أحد أبرز هذه الأدوار إسهامها على مستوى البطولة النسائية، إذا كانت شريكًا وعاملًا أساسيا في العملية الفنية بجوار البطل، قبل أن تتطور وتتصدر البطولة في العديد من الأعمال السينمائية التي لاقت نجاحًا واسعًا وجماهيرية عريضة، ليصبح لنجمات السينما حضور دائم ومؤثر على الشاشة الكبيرة، قبل أن يتراجع هذا الحضور تدريجيًا، إذ انخفض معدل تصدر الفنانات لبطولة الأعمال السينمائية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، لاسيما في ظل اهتمامهن ببطولة الدراما التليفزيونية الأمر الذي أثر على تواجدهن السينمائي.
4 أفلام سينمائية يشهدها موسم عيد الأضحى السينمائي المقرر انطلاقه خلال أيام قليلة، غاب فيها تصدر المرأة للبطولة إذ يتصدر البطولة 4 نجوم، هم كريم عبدالعزيز في فيلم "بيت الروبي" رفقة الفنان كريم محمود عبد العزيز والفنانة اللبنانية نور، فيما يتصدر الفنان أمير كرارة بطولة فيلم "البعبع" بمشاركة الفنانة ياسمين صبري، بينما يتصدر الفنان أحمد فهمي بطولة فيلم "مستر إكس" بمشاركة الفنانة هنا الزاهد، أما فيلم "تاج" فيلعب بطولته الفنان تامر حسني، بمشاركة الفنانة دينا الشربيني.
قواعد مختلفة
يرى المؤلف المصري الكبير بشير الديك، أنه لا توجد نجمات قادرات على تحقيق إيرادات في السينما على عكس الماضي، إذ كانت هناك فنانات ينافسن بقوة في شباك التذاكر مثل الفنانة نادية الجندي التي حققت شعبية ساحقة وإيرادات غير مسبوقة في شباك التذاكر، ونبيلة عبيد، وشادية، وماجدة الصباحي وغيرهن، أما الآن فباتت النجمات غير قادرات على التواجد في عمل من بطولتهن وتغطي أعمالهن التكلفة الإنتاجية، خاصة أن تكلفة الأفلام حاليًا أصبحت مرتفعة، ولن يغامر المنتجون بأموالهم.
ويؤكد مؤلف "امرأة هزت عرش مصر" و"موعد على العشاء" أن نجاح الدراما التليفزيونية مختلف تمامًا عن السينما وتربطه عوامل كثيرة، وليس شرطًا أن تحقق فنانة نجاحات في المسلسلات أن تصبح بطلة سينما فالقواعد مُختلفة، لأن السينما تحتاج لفنانة مثل فاتن حمامة وغيرها من النجمات القادرات على تحريك النشاط الاقتصادي للسينما، وأن يحبهن الجمهور، والنموذج الذي يحقق تلك المعادلة وبذلت فيه مجهودًا كبيرًا هي ياسمين عبد العزيز.
خوفًا من المغامرة
يُرجع الناقد المصري أندرو محسن السبب في تراجع أفلام البطولة النسائية إلى عدة أسباب، إذ يقول: "منذ فترة طويلة والبطولة النسائية قليلة في السينما باستثناء ياسمين عبد العزيز، ومحاولات من منى زكي، ولكن الآن لا يوجد، ويعود هذا إلى أكثر من عامل بداية من المنتجين الذين يخشون المغامرة مع اسم نسائي، إذ يبحثون عمّا يحقق إيرادات في شباك التذاكر، إضافة إلى أن السيناريوهات النسائية ليست كثيرة، رغم أن الموضوعات متاحة.
ويضيف: "كنت واحدًا ممن أشادوا بمسلسل تحت الوصاية للفنانة منى زكي والذي حقق نجاحًا ساحقًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن إذا عرضت القصة نفسها سينمائيًا، أعتقد لن تحقق ما نالته على شاشات التليفزيون، فالجمهور مختلف ومن يدفع تذكرة سينما يبحث عن الأعمال الكوميدية أو الأكشن، إذ أصبح هناك تفاوت في نجومية المرأة بين الدراما التليفزيونية والسينما".