لا تزال تتكبد تركيا خسائر مالية هائلة إثر الزلزال المُدمر الذي وقع في 6 فبراير الماضي، وأسفر عن وفاة آلاف الأشخاص، وتشريد معظم سكان المحافظات المتضررة بالكارثة. وفي مواجهة الفاجعة أنفقت الحكومة 5 مليارات و523 مليون ليرة - ما يساوي تقريبا 234 مليون دولار أمريكي - في محافظة واحدة فقط (ملاطية)، حسبما صرّح وزير الداخلية الجديد علي يرليكايا.
وتحاول الحكومة التركية تحسين أوضاع الضحايا الذين عصف بهم الزلزال وأصبحوا بلا مأوى، حيث قامت ببناء الحاويات والخيام من أجل إيوائهم، فضلًا عن تخصيص مبلغ لعدد من الأسر لدفعه مقابل استئجار المنازل، بحسب صحيفة "حريّت" التركية.
دفع الإيجار للأسر المتضررة
أعلن وزير الداخلية الجديد علي يرليكايا، الذي تم تعيينه بعد إعلان فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية، وبعد زيارته لمنطقة الخيام والحاويات المؤقتة في ملاطية، أعلن أنه سيتم دفع القسط الثالث من مساعدات الإيجار لـ330 ألف أسرة متضررة من الزلزال في جميع أنحاء تركيا قبل عيد الأضحى المبارك.
وصرّح "يرليكايا"، الذي شارك في اجتماع تنسيق الكوارث، واطلع على المهام الجارية التي تهدف إلى إعادة الإعمار بعد وقوع الزلازل، بأنه تماشيًا مع تعليمات الرئيس أردوغان، فإنهم يبذلون جهودًا للإصلاح في المحافظات المتضررة من الكارثة، مشيرًا إلى أن الناجين من الزلزال حصلوا سابقًا على مساعدات مادية لدفعها للمستأجرين.
وأشار "يرليكايا" إلى أنه من المقرر نقل عدد من ضحايا الزلزال الذين ما زالوا يقيمون في خيام ملاطية إلى حاويات خلال شهرين، موضحًا أن أكثر من 20 ألف أسرة في المقاطعة يقيمون في حاويات، بحسب صحيفة "حريّت" التركية.
وأوضح "يرليكايا" أن عدد الحاويات في عموم ملاطية سيصل إلى 37 ألفًا بنهاية شهر أغسطس المقبل، وقال: "نظرًا لارتفاع درجة حرارة الطقس، سنقوم بسرعة بتنفيذ أعمال تركيب مكيفات الهواء على الحاويات التي بدأناها في كل من هاتاي وكهرمان مرعش وأديامان ".
وذكر "يرليكايا" أنه تم التخطيط لمجموع 91 ألفًا و664 منزلًا للكوارث في جميع أنحاء المحافظة، منها 66 ألفًا و69 منزلًا متعددة الطوابق في المركز، و25 ألفًا و595 منزلًا قرويًا في الريف، وأنه تم طرح 21 ألفًا و304 منها، مضيفًا أنه تم الانتهاء من 3,226 من أصل 3,803 مكان عمل مؤقت مخطط لها في ملاطية.
تعويضات خاصة
تقدم الحكومة التركية عبر إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) تعويضات للمتضررين من الزلزال، وترتبط قيمة التعويضات المادية، بحجم الضرر الواقع على العقارات، بجانب تعويضات خاصة بتأمين إيجارات أو تكاليف نقل الأثاث.
وتنوعت بين "لا ضرر" و"ضرر قليل" الذي صُنّف بأن لا يوجد مانع من استخدامه، وهناك "متوسط الضرر" الذي يوجد به تشققات في العناصر الحاملة، و"بالغ الضرر" الذي تسبب الزلزال في إحداث فواصل واسعة النطاق في العناصر الحاملة، ولا يمكن إصلاح هذه الأبنية، وتخلى من سكانها، هذا إلى جانب ضرورة هدم البناء بشكل عاجل، لأنه متحطم بالكامل.
تبدأ التعويضات بقيمة 10 آلاف ليرة تركية (مرة واحدة) للمستفيد -أي المنتفع من العقار- وينطبق ذلك على مستأجري المنازل، ويُمنح هذا التعويض لمن كانت نتيجة تقييم المنزل الذي يقطن فيه "ضرر بسيط".
وتمنح الحكومة عبر (آفاد) 15 ألف ليرة (مرة واحدة) للمنتفع من العقار في حال كانت نتيجة التقييم متوسط أو بالغ الضرر.
كما يتم تعويض المتضررين الذين صُنف عقارهم بوقوع ضرر بالغ ببدل إيجار شهري (2000 ليرة تركية) لمدة سنة، أو الإقامة مجانًا بمجمعات تخصصها الدولة.