الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أصداء الزلزال المدمر.. فاروق الباز يكشف حقيقة التكهنات الجيولوجية المرعبة

  • مشاركة :
post-title
زلزال سوريا وتركيا- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

أودى الزلزال المُدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 فيراير، بحياة أكثر من 52 ألف شخص، وخلّف دمارًا هائلًا لعشرات الآلاف من الأبنية، لذا اهتم العديد من الجيولوجيين في تركيا برصد الزلزال وتبعاته، وتصدرت أسباب حدوثه وسائل الإعلام في البلاد وسط تكهنات عديدة.

ومن بين أبرز التكهنات حول الزلزال المُدمر، تصريح جيولوجي بأن صدعًا ظل نائمًا منذ 12 ألف عام تسبب في الدمار الكبير الذي خلّف الكارثة، فضلًا عن تحذير آخر عن احتمال وقوع زلزال في إسطنبول تصل قوته إلى 10 درجات على مقياس ريختر.

ومن هنا كان حوار "القاهرة الإخبارية" الخاص مع العالم المصري الكبير الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية، عن سبب الزلزال المُدمر، والكشف عن السبب الرئيسي لحدوث هذا الدمار الكبير الناجم عن تلك الكارثة.

إذ قال العالم المصري فاروق الباز، إن سبب وقوع زلزال تركيا وسوريا هو تحرك شبه الجزيرة العربية في اتجاه الشمال الشرقي، كما هو وضعها الجيولوجي، أي أن حافتها الشمالية الغربية تحركت قليلًا.

"لا يوجد دليل على أن يظل صدع ساكنًا لمدة 12 ألف عام"

وردًا على تصريح جنك يالتيراك، الجيولوجي التركي، بأن صدعًا ظل نائمًا منذ 12 ألف عام تسبب في الدمار الكبير الذي خلّفه الزلزال، وأنه حدثت لهذا الصدع إزاحة جانبية تزيد على 12 مترًا، قال الدكتور الباز: "لا أحد يعرف إذا ما كان الصدع قد استمر ساكنًا لمدة 12 ألف عام أم لا، فلا يوجد دليل على صحة ذلك، أما عن الإزاحة الجانبية، فمن الممكن جدًا أن تصل الإزاحة الجانبية إلى 12 مترًا، فقد حدثت قبل ذلك إزاحة بلغت 10 أمتار في كاليفورنيا بعد وقوع زلزال، ومن الممكن أن يكون للصدع هذا التأثير".

وأكمل الدكتور فاروق الباز: "نحن كجيولوجيين نعرف أين يقع الزلزال أو احتمال مكان حدوثه، لأن الزلازل تحصل على شقوق أو كسور في القشرة الأرضية نتيجة لحركة كتل القشرة الأرضية أثناء دوران الأرض حول نفسها؛ لأنها مكونة من قطعة كتل وهذه الكتل تتحرك بعض الشيء، وأجزاء من الكتل تنفصل عنها وتتحرك وتؤثر كل هذه الحركات على زلازل".

"خطر حدوث الزلازل أمر واقعي"

وردًا على تحذير الجيولوجي التركي ناجي جورور من احتمال وقوع زلزال في إسطنبول تصل قوته إلى 10 درجات على مقياس ريختر، بسبب فجوة زلزالية وبمجرد أن يتم سدها سيحدث زلزال كبير في بحر مرمرة، أجاب الدكتور فاروق الباز: "احتمال حدوث الزلازل قائم لأن القشرة الأرضية تتحرك بعض الشيء أثناء دوران الأرض حول نفسها، وجذب الشمس وجذب كواكب المجموعة الشمسية على الأرض أثناء تحركها، إلا أن هذه الحركة تحدث مرة كل عشرات السنوات وقليلة للغاية، فلا تؤثر على كل الناس ولكن عندما تحدث على كسر في القشرة الأرضية فهي تؤثر على الناس، فليس هناك خوف وأنصح ألا يصاب الأشخاص بالذعر تجاه هذا الوضع".

"البناء وفقًا للقوانين هو الدرس الأهم من كارثة الزلزال المدمر"

وتابع: المهم في مسألة التعرف على أماكن الزلازل أن يكون بناء البنايات في هذه المناطق التي يمكن أن تتعرض ولو مستقبلًا لخطر حدوث زلازل أن يكون البناء بالقوانين التي تسمح بامتصاص الهزة ولا تؤثر على هدم المباني، وهذا ما حدث في تركيا، لأن السبب الأساسي للدمار الذي خلّفه الزلزال وفقدان أرواح الآلاف يعود لمخالفات البناء وعدم بنائها وفقًا للقوانين الملزمة، فتم البناء بشكل سريع وغير تابع للقوانين التي تؤهل البناية لعدم التأثر بالهزة الأرضية ولا يحدث لها انهيار، ولذلك قامت الحكومة التركية بالقبض على الكثير من أصحاب البنايات والمقاولين، مشيرًا إلى أن الأبنية المنهارة سببها فساد مهندسي الحكومة لذا كان من الضروري القبض عليهم.

وأنهى حديثه قائلًا: "لأن الهزات الأرضية تحدث بعيدة عن بعضها، فقط علينا الأخذ بعين الاعتبار إذا كان هناك مكان ما يتعرض لخطر حدوث الزلزال فمن الضروري جدًا أن يكون كل بناء في هذا المكان تابعًا للقوانين التي من شأنها تمنع انهياره عندما تهتز الأرض بدرجات متفاوتة، وعلى سبيل المثال، هناك مبانٍ كثيرة جدًا في ولاية كاليفورنيا تم بناؤها وفقًا للقوانين ولا تتعرض لخطر الانهيار عندما تحدث هزات أرضية تصل قوتها إلى 6 و7 درجة على مقياس ريختر وسبب صمودها بنائها السليم، ولذلك فإن بناء المباني وفقًا للقوانين هو الدرس الأهم من كارثة الزلزال.