بعد أربع سنوات من عدم الاستقرار السياسي، تتجه تل أبيب إلى تشكيل الحكومة السابعة والثلاثين، برئاسة بنيامين نتنياهو، زعيم حزب "الليكود"، وسط تكهنات بعدم اكتمال خطته، بسبب الصراع على الملفات من قبل قادة الأحزاب اليمينية المتشددة، التي عززت من فرص نتنياهو في العودة إلى منصبه السابق.
تفويض نتنياهو رسميًا
كلف إسحاق هرتسوغ، الرئيس الإسرائيلي، اليوم الأحد، بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل المُنتخب، لمهمة تشكيل الحكومة المقبلة، بعد سلسلة من الجولات الانتخابية التي انتهت بفوز الأحزاب اليمينية، وسط مخاوف لدى المجتمع من صعود اليمين إلى السلطة، حسبما ذكر موقع "آي 24 نيوز" الإسرائيلي.
وقال نتنياهو بعد حصوله على التفويض: "أنا متحمس لتولي رئاسة وزراء إسرائيل مثل المرة الأولى التي تلقيت فيها التفويض قبل 26 عامًا"، مشيرًا إلى أن المواطنين في حاجة ماسة لحكومة مستقرة وعاملة، تستطيع أن تنهي الأزمات في جميع القطاعات.
يوم أسود في تاريخ الديمقراطية
وتعليقًا على تصريحات نتنياهو، قال يائير لابيد، رئيس الوزراء المنتهية ولايته: "هذا يوم أسود في تاريخ الديمقراطية الإسرائيلية، حيث ابتز رئيس الوزراء المكلف شركاءه، لتخليصه من عقوبته للعودة إلى السلطة"، متعهدًا بأن حزبه "ييش عتيد" لن يهدأ حتى تُستبدل الحكومة.
يذكر أن بنيامين نتنياهو واجه سلسلة من الاتهامات التي تتعلق بالفساد، من قبل المدعي العام الإسرائيلي، وتتضمن لائحة الاتهام تلقي الرشاوى والخيانة وانتهاك الثقة، لكن نتنياهو رفض مرارًا الإقرار بالاتهامات، واصفًا إياها بأنها "محاولة انقلاب ضده".
ومن المتوقع أن يُجري نتنياهو جولة محادثات، نهاية الأسبوع، مع الأحزاب اليمينية للتنسيق فيما يتعلق بالقضايا والملفات الأساسية، وسط تكهنات بحصول حزب "الليكود" على المناصب العليا، من بينها منصب رئيس الليكود، ووزيرا الخارجية، والعدل، وسلسلة من المناصب الوزارية الأخرى.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الصراع على الملفات قد يعرقل مهمة تشكيل الحكومة، حيث يصر إيتمار بن جفير، عضو الكنيست المعروف بخطابه المتطرف، على تولي منصب وزارة الأمن الداخلي، بجانب تعيين بتسلئيل سموتريتش، وزيرًا للجيش الإسرائيلي، ما يُنذر باشتعال غير مسبوق في الصراع الممتد.
