في ظل فشل وساطات عالمية عدة لتهدئة الحرب الطاحنة بين روسيا وأوكرانيا، طرحت دول إفريقية مبادرة للتسوية السلمية بين البلدين، وفي حين رحبت موسكو وكييف بالجلوس على طاولة المفاوضات، اصطدمت المبادرة برفض أوروبي، ما يثير التساؤلات حول رغبة الدول الغربية في إطالة أمد الحرب.
كبح مبادرات السلام
قال بير ستانو، المتحدث باسم الدبلوماسية الأوروبية، اليوم السبت، في إفادة صحفية ببروكسل: "إن الاتحاد الأوروبي لن يدعم المبادرة الإفريقية بشأن أوكرانيا إذا تضمنت تجميد النزاع"، علمًا بأن الاتحاد الأوروبي واجه اتهامات عدة بكبح كل مبادرات السلام المقترحة لإنهاء الصراع المحتدم بين روسيا وأوكرانيا، والتي كان آخرها خطة إندونيسية لإنهاء الحرب، بحسب وكالة "نوفوستي" الروسية.
وأضاف "ستانو": "نرحب بجميع المبادرات البناءة التي يمكن أن تؤدي إلى السلام، نريد سلامًا يعيد للأوكرانيين حقوقهم وسيادتهم وأراضيهم، إذا تمكن طرف ما من إقناع روسيا بمغادرة أوكرانيا، فسنؤيد ذلك بالتأكيد، أما إذا كان الحديث يدور عن وقف إطلاق النار، وتجميد الوضع القائم على الأرض، فهذا ليس سلامًا".
ويُرجح مركز الأبحاث الأمريكي أتلانتيك كونسل أن الرغبة الأوروبية في إطالة أمد الصراع بين روسيا وأوكرانيا تكمن في المكاسب التي تجنيها الدول الأوروبية لخدمة المخطط الغربي الذي يهدف إلى هزيمة روسيا وإبعادها عن صفوف القوى العسكرية في العالم، لتنخرط بعد ذلك في إعادة بناء نفسها لسنوات طويلة.
غضب أوروبي
وكان كبار المسؤولين الأوروبيين أعربوا في وقت سابق عن غضبهم من إدارة جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، واتهموا الأمريكيين بالتربح من الحرب، بينما تعاني دول الاتحاد الأوروبي.
وقال مسؤول كبير لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، : "إن الدولة الأكثر ربحًا من هذه الحرب هي الولايات المتحدة لأنها تبيع المزيد من الغاز وبأسعار أعلى، ولأنها تبيع المزيد من الأسلحة".
ووصل وفد المبادرة الإفريقية المشتركة لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، إلى كييف، أمس الجمعة، لتتجدد الآمال في نجاح مهمة السلام التي تقوم بها القارة السمراء، وتضع حدًا لحرب طالت تداعياتها الخطيرة دول العالم بأكمله.
ويضم وفد الزعماء الأفارقة رؤساء جنوب أفريقيا، والسنغال، وجمهورية الكونغو، برازافيل، وزامبيا، وجزر القمر، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ويمثل رئيس وزراء سابق الرئيس الأوغندي، ومن المتوقع أن يجتمع أعضاء الوفد الإفريقي مع فلاديمير بوتين، في سان بطرسبرج، اليوم السبت.
وصرح جان إيف أوليفييه، مؤسس "مؤسسة برازافيل" والمبادر لتنظيم هذه البعثة الإفريقية، أن الهدف الرئيسي لمهمة الزعماء الأفارقة هو المساعدة في إقامة حوار بين البلدين.