يصر الرئيس الأمريكي جو بايدن، على إزالة كل العقبات أمام انضمام أوكرانيا، لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ويشير مسؤولون أمريكيون إلى أنه سيرحب بإلغاء خطة عمل العضوية أو "MAP"، من أجل دخول أوكرانيا للتحالف العسكري.
ويتطلب الانضمام للناتو، أن تنفذ الدولة التي ترغب بالترشح إصلاحات عسكرية وديمقراطية، بمشورة ومساعدة الناتو، ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، سيرحب بايدن، بإلغاء خطة الانضمام بالنسبة لأوكرانيا، لتسهيل دخولها التحالف، ورغم ذلك ستظل أوكرانيا بحاجة إلى إجراء بعض التغييرات المؤيدة للديمقراطية، ولكن يظل بإمكان أعضاء التحالف أن يرحبوا بها بالإجماع في الحلف بعد ذلك، بحسب صحيفة "بوليتيكو".
والتقى الرئيس الأمريكي، الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، وتحدثا عن مسألة انضمام أوكرانيا للناتو، وكشف مسؤول أمريكي كبير، أن بايدن أبدى انفتاحه على خطة انضمامها إذا أيّد الحلفاء الخطة، ومن المرجح أن يتم الإعلان عن الإلغاء الرسمي لخطة الانضمام للناتو في يوليو المقبل، في القمة المرتقبة بمدينة فيلنيوس في لتوانيا.
وكشف المسؤول الكبير، إن هناك تواصلًا بين الحلفاء في الناتو بشأن إيجاد أرضية مشتركة، وما إذا كان من الممكن الحصول على إجماع، مشيرًا إلى أنه كي تمضي الخطة سيحتاج التحالف إلى مراقبة ذلك.
وذكرت صحيفة "USA Today" أن "ستولتنبرج"، يرى عدم جدوى عقد القمة المقبلة، دون تقديم إشارة واضحة بأن أوكرانيا ستكون في النهاية عضوًا في الحلف، فيما تحدثت صحيفة واشنطن بوست، اهتمام إدارة بايدن بالخطة.
وتستغرق خطة انضمام الدول للناتو سنوات، فمثلًا مقدونيا، التي انضمت للتحالف في 2020، دخلت خطة عمل العضوية، عام 1999، عندما كان للبلاد اسم رسمي مختلف هو "جمهورية مقدونيا".
وبدأ حلم أوكرانيا في الانضمام للناتو، منذ عام 2008، لكن روسيا عارضت الفكرة علنًا، وهو الموقف الذي جعل حلفاء مثل فرنسا وألمانيا، قلقين بشأن توضيح الخطوات التي يتعين على أوكرانيا وجورجيا اتخاذها في خطط عملها من أجل الانضمام، وكان قرار التسوية الذي اتخذه الحلف، والذي تم تدوينه في إعلان قمة بوخارست لحلف الناتو، هو أن كلا البلدين لن يتم إخبارهما بما يجب أن تكون عليه خطة عمل العضوية الخاصة بهما، لكنهما سيصبحان يومًا ما أعضاء.
ما هي خطة عمل العضوية؟
يلتزم "الناتو" بسياسة الباب المفتوح، أي أن عضويته مفتوحة أمام أي دولة أوروبية أخرى، وتعد خطة عمل العضوية بمثابة برنامج مشورة ومساعدة ودعم عملي، خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفردية من البلدان الراغبة في الانضمام إلى الحلف، بحسب الموقع الرسمي للحلف، وبناء على قرار مجلس شمال الأطلسي، تشارك البلدان الراغبة بالانضمام في خطة عمل العضوية.
وتقدم البلدان الراغبة في الانضمام للناتو، من خلال الخطة، برامج وطنية سنوية فردية حول استعداداتها لعضوية محتملة في المستقبل، تغطي الجوانب السياسية والاقتصادية والدفاعية والموارد والأمن والجوانب القانونية.
وتوفر عملية خطة عمل العضوية آلية ردود فعل مركزة، حول تقدم الدول الطامحة في برامجها، وبينها المشورة السياسية والفنية، إضافة إلى تقييم الاجتماعات السنوية بين جميع أعضاء الناتو والطامحين الأفراد على مستوى مجلس شمال الأطلسي لمدى التقدم المحرز، على أساس تقرير التقدم السنوي.
ووفقًا لموقع "الناتو"، فإن العنصر الأساسي هو نهج التخطيط الدفاعي للطامحين، والذي يتضمن وضع ومراجعة أهداف التخطيط المتفق عليها، وعلى مدار العام، تتيح الاجتماعات وورش العمل مع خبراء الناتو المدنيين والعسكريين في مختلف المجالات مناقشة مجموعة كاملة من القضايا ذات الصلة بالعضوية.
تم إطلاق خطة عمل العضوية في أبريل 1999 في قمة الحلف بواشنطن، لمساعدة الدول التي تطمح إلى عضوية الناتو في استعداداتها، واعتمدت العملية بشكل كبير على الخبرة المكتسبة خلال عملية انضمام التشيك والمجر وبولندا، التي أصبحت أعضاء في أول جولة توسع للحلف بعد الحرب الباردة في عام 1999.
المشاركة في خطة عمل العضوية
وساعدت المشاركة في خطة عمل العضوية في إعداد الدول السبع التي انضمت إلى حلف الناتو في جولة التوسع الثانية بعد الحرب الباردة في عام 2004، وهي: بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا، بالإضافة إلى ألبانيا وكرواتيا في أبريل 2009، وحاليا تشارك البوسنة والهرسك في خطة عمل العضوية، بعد أن تمت دعوتها للقيام بذلك في عام 2010.
ما الدول الأوروبية غير الأعضاء في "الناتو"؟
إضافة إلى روسيا وأوكرانيا توجد 17 دولة أوروبية أخرى ليست عضواً في حلف "الناتو"، وهي: إيرلندا، والنمسا، والسويد، وسويسرا، وأرمينيا، وأذربيجان، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو، وقبرص، وصربيا، ومالطا، وموناكو، وبيلاروسيا، ومولدوفا، وجورجيا، وأندورا، وسان مارينو، وعلى الرغم من أن فنلندا والسويد كانتا ملتزمتان بالحياد منذ الحرب العالمية الثانية، دفعهتهما الحرب الروسية الأوكرانية إلى تحول تاريخي، وتستعد السويد للانضمام بعد فنلندا.