لا يزال الهجوم المضاد الأوكراني في مراحله الأولى، وفقًا لما صرح به ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو، الذي أشار أيضًا إلى أن القوة التفاوضية في كييف ستزداد مع تحقيقها المزيد من المكاسب على الأرض.
وأكد "ستولتنبرج" ضرورة استمرار تزويد أعضاء الحلف لأوكرانيا بالأسلحة، لمواصلة هجومها المضاد.
فيما أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مقابلة مع قناة روسية، أن بلاده بدأت في تلقي أسلحة نووية تكتيكية من موسكو، وأنها مستعدة للانضمام إلى الصراع والانخراط في أي نزاع مسلح، إذا تعرضت بلاده للهجوم.
الاستعانة بالمجرمين وتمرد فاجنر
وفي موسكو، أعطى مجلس النواب "الدوما" موافقته المبدئية على تشريع يسمح لوزارة الدفاع بتوقيع عقود مع "مجرمين مشتبه بهم أو مدانين" للقتال في أوكرانيا، بحسب وكالة أنباء تاس الروسية.
ويتزامن القرار مع تأكيد يفجيني بريجوجين، قائد مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة، مجددًا على رفض مقاتليه لتوقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية، بعد يوم من إعلان بوتين أن التعاقدات ضرورية.
وفي تمرد واضح وصريح على الكرملين، قال "بريجوجين": "لا أحد من مقاتلي فاجنر يريد السير في طريق العار مرة أخرى... لذلك لن يوقعوا على التعاقدات"، بعد أكد بوتين في اجتماع بثه التلفزيون الحكومي، على ضرورة دعوة وزارة الدفاع للمقاتلين "المتطوعين" الروسيين لتوقيع تعاقدات مع القيادة العسكرية، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها وسيلة لممارسة السيطرة على فاجنر.
وأشار بوتين إلى أن التعاقدات ضرورية للسماح لجميع الناشطين في العملية العسكرية بأوكرانيا لتلقي مدفوعات الدعم الاجتماعي، والتي تشمل تعويضات للمقاتلين الجرحى بالإضافة إلى تعويض أسر القتلى أثناء الاشتباكات.
ودخل "بريجوجين" في خلاف عام مرير مع وزير الدفاع سيرجي شويجو وكبار القادة العسكريين منذ العام الماضي، متهمًا إياهم بتقديم الدعم والذخيرة غير الكافية لقواته خلال معركة باخموت، مما أدى إلى وقوع خسائر أكبر، إلا إنه ألمح إلى إمكانية التوصل إلى "حل وسط" بين بوتين ومجلس الدوما، من شأنه أن يسمح لمقاتلي فاجنر بالحصول على الضمان الاجتماعي والاعتراف بوضع المحارب.
هجمات فاشلة
على الأرض، قال إيجور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية نفذت هجمات "فاشلة" على دونيتسك وزابوريجيا في شرق أوكرانيا، مؤكدًا أن "قوات العدو" فقدت نحو 7500 مقاتل على طول خط التماس في الأيام العشرة الماضية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها هاجمت أيضًا مستودعات أسلحة أوكرانية وقوات احتياط ومرتزقة أجانب خلال الغارات الليلية.
كما أفادت السلطات الموالية لروسيا في نوفا كاخوفكا (شرقي أوكرانيا) بإصابة شخص في انفجار أوكراني في المدينة، إذ قال حاكم منطقة كورسك الحدودية الروسية، إن الجنود الأوكرانيين قصفوا عدة بلدات في الإقليم صباح الأربعاء.
في دونيتسك، نشرت القوات الروسية شريط فيديو قالت إنه يظهر استهداف تحصينات ومواقع للقوات الأوكرانية بمسيرة انتحارية في موقع غير محددة، مشيرة إلى قصف الجيش الأوكراني لبلدة جورلوفكا المدنية وإطلاق خمس قذائف على منطقتي شيربينوفكا وجورلوفكا السكنيتين بالمدينة.
من ناحية أخرى، قالت السلطات الأوكرانية، إن الصواريخ الروسية هاجمت ميناء أوديسا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة كثيرين، وقال المتحدث باسم الإدارة العسكرية للمدينة سيرجي براتشوك إن الهجوم استهدف مجمعا تجاريا ودمر مستودعاته وتسبب في حريق مساحته 400 متر مربع.