منذ الإعلان عن بدء الهجوم الأوكراني المضاد، تتضارب التصريحات بين الجانبين، أوكرانيا تعلن تقدمها بينما تقول روسيا إنها تدمر المعدات الغربية التي حصلت عليها كييف.
وفي الوقت الذي تقول فيه أوكرانيا، إنها أعادت السيطرة على نحو 100 كيلومتر مربع، تظهر روسيا أنها غير آبهة بما يحدث، وأن الأمور تحت السيطرة، من خلال إعلانها عن خطط لتنظيم انتخابات في الأجزاء التي سيطرت عليها في غضون ثلاثة أشهر.
ويقول خبراء إن المعارك الحاسمة لم تأت بعد، في وقت ينشر فيه الجانبان فيديوهات من أرض المعركة، وتتقدم أوكرانيا، صوب الجنوب بمحاذاة نهر "موكري يالي"، إلى داخل أراض كانت تحت سيطرة روسيا منذ الأيام الأولى للحرب.
ورغم تصريحات كييف بالتقدم، إذ قال البريجادير جنرال أوليكسي هروموف، إن القوات الأوكرانية استولت حتى الآن على سبع مناطق على الأقل، وعلى 100 كيلومتر مربع من الأراضي في هجومين رئيسيين في الجنوب، لم تُقِر موسكو بأي انتكاسات، بل تقول إنها كبدت أوكرانيا، خسائر ضخمة في الأرواح والمعدات.
زيلينسكي ورسالة إلى سويسرا
مع احتدام القتال، حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، سويسرا، على السماح بإعادة تصدير الأسلحة إلى أوكرانيا، قائلًا إن ذلك سيكون ضروريًا في إنهاء ما وصفه بـ"الغزو الروسي"، إذ تحظر سويسرا -بحسب سياسة الحياد التي تتبعها- على أي دولة تشتري أسلحتها، أن تعيد تصديرها إلى أطراف النزاعات، وبالفعل فرضت في نوفمبر الماضي حظرًا على إرسال الذخائر السويسرية سواءً إلى روسيا أو أوكرانيا.
وحاول "زيلينسكي" إثناء سويسرا عن موقفها، وقال في خطاب مصور، موجه إلى مجلسي البرلمان السويسري: "أعلم بالنقاش الدائر في سويسرا بخصوص تصدير عتاد حربي لحماية أوكرانيا والدفاع عنها.. وهذا سيكون ضروريًا... فنحن نحتاج أسلحة لنتمكن من استعادة السلام في أوكرانيا".
مزيد من التعزيزات
وأمس، قالت أمريكا وبريطانيا والدنمارك وهولندا، إنها سترسل عتاد دفاع جوي، يتضمن مئات الصواريخ، إلى أوكرانيا لمساعدتها في التصدي للقوات الروسية، وبحسب البيان المشترك، الصادر عن الحكومة البريطانية، بدأ تسليم العتاد بالفعل، ويستمر على مدار الأسابيع المقبلة.
فيما قالت وزارة الدفاع النرويجية، إن النرويج والدنمارك، اتفقتا على التبرع بتسعة آلاف قذيفة مدفعية إضافية لأوكرانيا، موضحة أن النرويج ستوفر القذائف، بينما ستتبرع الدنمارك بالصمامات والشحنات الدافعة، كما أن النرويج ستتبرع بسبعة آلاف قذيفة من مخزونها الخاص، والتي تم إرسالها بالفعل إلى أوكرانيا، وهي قذائف يمكن استخدامها في عدة أنواع من المدافع، بما في ذلك مدافع "إم 109" التي تبرعت بها النرويج قبل ذلك.
حرب المُسيّرات
وتشهد الحرب احتدام ما يمكن وصفه بـ"معارك المسيرات"، التي يستخدمها الجانبان، حتى إن أوكرانيا استطاعت أن تصل بها إلى مبنى الرئاسة الروسية "الكرملين" سابقًا، وأعلنت أوكرانيا إسقاط 20 مسيرة "إيرانية الصنع"، أطلقتها روسيا، فيما قالت السلطات في شبه جزيرة القرم، التي تسيطر عليها روسيا، إنها أسقطت 9 مسيرات أوكرانية.
وازدادت حدة الهجمات بالمسيرات من جانب أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، خاصة في شبه جزيرة القرم، التي لم يعترف المجتمع الدولي بضمها إلى موسكو في 2014، إذ تقول كييف إنها تخطط لاستعادة شبه جزيرة القرم كجزء من جهودها لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.
وتعتمد روسيا بشكل كبير، على المُسيّرات، في ضرب أهداف بعينها داخل الجانب الأوكراني، فيما يستمر الجانبان في إعلان إسقاط المسيرات.
اليورانيوم المنضب
تخطط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، للموافقة على إمداد أوكرانيا بقذائف دبابات أبرامز، التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، وذلك في وقت يحتدم فيه الصراع على أرض الميدان، وقال مسؤول أمريكي، إنه من المتوقع أن تزوّد أمريكا أوكرانيا، بقذائف اليورانيوم المنضب، بعد أسابيع من المناقشات المتعلقة بالذخيرة التي يجب أن تكون دبابات أبرامز مجهزة بها.
روسيا تتوعد الغرب
على الجانب الآخر من الأزمة، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب من "أنه مع هذا الإجراء، إن بدأ الغرب فعليًا في استخدام أسلحة ذات مكونات نووية، فلا خيار لروسيا إلا الرد بشكل مشابه".