تسعى ألمانيا لوضع استراتيجية جديدة للأمن القومي، لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية بطريقة دفاعية ومرنة ومستدامة.
وبعد حالات من الشد والجذب، ونقاشات داخلية طويلة، وافق تحالف "إشارات المرور" على استراتيجية الأمن القومي، في ظل الظروف المتغيرة في السياسة العالمية، ومن بينها النفوذ الصيني، والعملية الروسية في أوكرانيا.
وتشمل الاستراتيجية مواجهة تحديات التجسس، والهجمات الإلكترونية، والدفاع العسكري، بحسب "دير شبيجل".
تطوير استراتيجية الأمن القومي لأول مرة
وتنص استراتيجية الأمن القومي على أن روسيا اليوم هي أكبر تهديد للسلام والأمن في المنطقة الأوروبية الأطلسية في المستقبل.
وقدم المستشار أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) استراتيجية الأمن الجديدة في البلاد، خلال المؤتمر الصحفي الرسمي الذي ترأسه بحضور وزير المالية كريستيان ليندنر (الحزب الديمقراطي الحر)، وزيرة الداخلية نانسي فيزر (الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، ووزيرة الخارجية أنالينا بربوك ( الخضر)، ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس.
وقال "شولتس" إنه لأول مرة في تاريخ بلادنا، قمنا بتطوير استراتيجية للأمن القومي، وهي بمثابة ضمان أمن الناس في ألمانيا في ضوء الأحداث المتغيرة، وإتباع نهج عام أكثر شمولاً.
مضيفًا أن بيئة السياسة الأمنية في ألمانيا تغيرت بشكل كبير في العام ونصف العام الماضيين، في إشارة إلى الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا والهجمات على خطوط أنابيب نورد ستريم.
الأمن القومي يتخطى الحلول العسكرية
من جانبها قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، إن الأمن في القرن الحادي والعشرين يدور حول أكثر من العسكرية والدبلوماسية، وقد أظهرت العملية الروسية على أوكرانيا أن تحديات الأمن في ألمانيا تشمل جميع مجالات الحياة، وهذا ينطبق على الأدوية، على سبيل المثال، والفضاء الإلكتروني ونظافة المياه.
التسلح ضد المعلومات المضللة
وترغب ألمانيا في التسلح ضد المعلومات المضللة وغيرها من أشكال النفوذ الأجنبي في المستقبل، وتحسين حماية الدستور، وجهاز المخابرات الفيدرالية، وجهاز مكافحة الاستخبارات العسكرية.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز قدراتهم على اكتشاف وتحليل ومواجهة مثل هذه التهديدات ومواصلة تطوير أدوات المخابرات والتحليل.
الالتزام بقرار حلف الناتو
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية إن الاستراتيجية تتضمن إنشاء مركز فيدرالي لمواجهة الهجمات السيبرانية، بالإضافة إلى الالتزام بمسار حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتخصيص 2% من الناتج المحلي للإنفاق العسكري.
واعتبرت أن الصين تشكل ضغطًا متزايدًا على الأمن في منطقة المحيطين، كما وصفت روسيا بأنها أكبر تهديد للنظام الدولي وأوروبا، مشددة على ضرورة التصدي لموسكو في هذا الصدد.
وقالت إن الصين تعمل بشكل متكرر بشكل يخالف المصالح الألمانية، مضيفة أن التحدي الأمني الرئيسي يتمثل في منع تجسس الصين على الهواتف.