تشهد الحرارة في ألمانيا موجات غير مسبوقة، ما جعل الحكومة تدق ناقوس الخطر، خوفًا على حياة مواطنيها من شبح الإجهاد الحراري، في طقس غير معتاد على البلد صاحبة الاقتصاد الأقوى في أوروبا، إلا إن التغير المناخي له كلمته المؤثرة في السنوات الأخيرة.
ويرغب كارل لوتارباخ، وزير الصحة الألماني، في وضع خطة ألمانية للحماية من ارتفاع الحرارة، ومن شأن تغير المناخ أن يخلق موجات حرارية بشكل متكرر خلال الفترة الجارية، بحسب موقع "تاجز شاو".
وقال "لوترباخ" إنه من غير المقبول أن يتم الإبلاغ عن ما بين 5 آلاف و20 ألف حالة وفاة مُرتبطة بالحرارة كل عام، مُعترفًا بأن ألمانيا لا تملك خطة واضحة لمكافحة الموت بسبب الحر.
خطة للمواجهة
ودقت ألمانيا جرس إنذار لمواجهة الأزمة، بدعوة ممثلين عن مهنة الطب والتمريض والرعاية الصحية، واتخاذ تدابير وقائية في جميع أنحاء البلاد هناك، والتحقق من مدى إمكان توفير مياه الشرب أو الملاجئ المجانية، بالإضافة إلى تحذير كبار السن من موجة الحر ومطالبتهم بشرب المياه بانتظام.
ولم تقتصر الخطة عند هذا الحد، بل امتد لإنشاء موقع على شبكة الإنترنت حول الإجهاد الحراري في المستقبل.
ليس كبار السن فقط
ولا تُعرض موجات الحر في ألمانيا كبار السن للخطر بسبب تغير المناخ فحسب، بل ستتأثر ألمانيا بشدة بموجات الحر في السنوات المقبلة.
إلى جانب كبار السن فإن هناك مخاوف على المصابين بأمراض مزمنة، والنساء الحوامل، وحديثي الولادة، والأطفال الصغار، والأشخاص الذين يعملون في الأماكن المفتوحة.
وفيات الحرارة
وهناك أكثر من 4500 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة، العام الماضي فقط، وخلال 2018 إلى 2020، مات أكثر من 19 ألف شخص في ألمانيا بسبب الحر، وفقًا لمعهد روبرت كوخ.
قانون للحماية من الحرارة
وقال رئيس الجمعية الطبية الألمانية، إن الحماية من الحرارة يجب أن تكون مهمة إلزامية للمؤسسات العامة وترتكز على السلامة المهنية.
ودعا إلى ترسيخ الحماية من الحرارة في القانون، وأن تكون هناك مسؤوليات واختصاصات واضحة، ويجب على البلديات والمرافق الصحية والاجتماعية ومراكز الرعاية النهارية والمدارس والشركات تنفيذ مفاهيم الحماية هذا الصيف من أجل تقليل مخاطر الحرارة.