في أعقاب حديث، أول من نوعه، للرئيس الروسي مع القادة العسكريين العاملين في منطقة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، ألمح بوتين إلى إمكانية إنشاء منطقة عازلة في الداخل الأوكراني في حال استمرت هجمات كييف المضادة واسعة النطاق وفق تقديره.
هجوم مضاد واسع النطاق
وقدّر الرئيس بوتين في لقائه المراسلين الحربيين على هامش منتدى بطرسبورج الاقتصادي، أمس الاثنين، الهجوم الأوكراني، الذي ضمت كييف على أثره 7 قرى بأنه غير محدود، قائلًا: "هذا هجوم مضاد واسع النطاق، مع استخدام الاحتياطيات المعدة لهذه الأغراض، وهو مستمر منذ الرابع من يونيو ولا يزال مستمرًا حتى الآن".
منطقة عازلة
وألمح بوتين إلى إمكانية إنشاء منطقة عازلة – آمنة- داخل أوكرانيا للتصدي للهجمات المستمرة التي تطال الداخل الروسي من كييف، بحد قوله.
قال بوتين: "لا تزال هناك إمكانية لقصف أراضينا من أراضي أوكرانيا.. وإذا استمر هذا، فسنضطر على ما يبدو إلى النظر في مسألة خلق نوع من منطقة نظيفة (عازلة) في أراضي أوكرانيا على مسافة تجعل من المستحيل بلوغ أراضينا منها".
والمنطقة العازلة هي مساحة محددة من الأرض في مناطق الصراع بتم الاتفاق عليها بين أطرافه، وغالبًا ما تكون منزوعة السلاح، وتكون تحت سيطرة قوة دولية هدفها منع استخدام الأسلحة بين الأطراف المتحاربة، وغالبًا تكون بقرار أممي صادر عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
فشل في أربعة محاور
وأكد الرئيس الروسي أن هجوم القوات الأوكرانية المضاد يشمل حاليًا أربعة محاور، لكنه "فشل في جميعها" وتكبد خسائر ضخمة، وفق تعبيره.
وأوضح بوتين "أوكرانيا لم تنجح في أي من الأقسام في الهجوم المضاد، فلديهم خسائر فادحة".
خسارة 30% من المعدات الغربية
قال الرئيس بوتين إن القوات المسلحة الأوكرانية فقدت، وفقًا للتقديرات، ما بين 25 إلى 30% من المعدات العسكرية التي قدمتها الدول الغربية لها.
وأشار بوتين إلى إحصاء أجرته موسكو بشأن خسائر كييف منذ بدأ الهجوم المضاد قائلًا: "أوكرانيا فقدت نحو 160 دبابة و360 مركبة مدرعة من مختلف الأنواع خلال الهجوم المضاد".
العملية العسكرية تتغير وفقًا للوضع
ورغم التأكيد الروسي المتكرر على أن العملية العسكرية الخاصة التي تجريها موسكو في أوكرانيا تسير وفق الخطة المقررة لها، ألمح الرئيس الروسي إلى أن أهداف العملية العسكرية تتغير وفقًا للوضع الراهن، إلا أنها لا تزال ذات طبيعة أساسية ثابتة، بحد تعبيره.
قال بوتين: "أهداف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تتباين وفقًا للوضع الراهن، لكن بشكل عام تظل كما هي وذات طبيعة أساسية لروسيا".
وشنت روسيا منذ 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لتحرير إقليم الدونباس الانفصالي في الشمال الشرقي للبلاد، ولضمان أمن حدودها في أعقاب مساعي كييف الانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو).
"لا حاجة" لفرض أحكام عرفية في روسيا
وأكد الرئيس الروسي، عدم الحاجة لفرض الأحكام العرفية في بلاده، مستبعدًا خطط لإرسال مجندين إجباريين إلى منطقة العملية العسكرية في أوكرانيا أو الحاجة لإجراء عملية تعبئة إضافية.
قال بوتين: "قمنا بتوظيف 150 ألف متعاقد بالإضافة إلى 156 ألف متطوع، وخلال الأسبوع الماضي، وقّع 9500 شخص عقودا.. وفي ظل هذه الظروف، لا داعي للتعبئة".
وأضاف: لا توجد خطط لإرسال مجندين إجباريين إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة، و"لا أرى أننا نحتاج إلى فرض الأحكام العرفية، ولا ضرورة لإجراء عمليات تعبئة إضافية حاليًا".