كشفت كييف عن النتائج الأولية من الهجوم المُضاد، الذي شنته القوات الأوكرانية قبل نحو أسبوع، في الوقت الذي يتحضر فيه عدد من الزعماء الأفرقة لزيارة متوقعة بين موسكو وكييف؛ من أجل الوساطة لإنهاء الصراع الذي يستمر منذ أكثر من عام.
قالت جانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، على تطبيق تيليجرام، إن الجيش الأوكراني "حرر" حتى الآن سبع قرى: أربعًا في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس وثلاثًا في مقاطعة زابوريجيا، مُضيفةً أنه منذ بدء الهجوم المُضاد، توسعت الأراضي التي تمت استعادتها لتمتد نحو 100 كيلومتر في العمق، وتصل إلى 90 كيلومترًا مربعًا على طول الجبهة، مُشيرة إلى أن الجيش الأوكراني تقدم أكثر من 6 كيلومترات في زابوريجيا.
وتقع اثنتان من القرى التي تمت استعادتها في دونيتسك شمال مدينة باخموت، التي سيطرت عليها القوات الروسية أخيرًا، وتسعى القوات الأوكرانية الآن لإعادة السيطرة عليها.
وقالت "ماليار" إن القوات الأوكرانية تسيطر حاليًا على 12 كيلومترًا مربعًا في مدينة باخموت.
أوكرانيا تتقدم
في غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه على الرغم من القتال العنيف والأمطار، فإن القوات الأوكرانية تتقدم في الهجوم المُضاد، مما يُشير إلى أن خسائر العدو تتماشى مع خطط أوكرانيا، على حد قوله.
من جانبها، قللت موسكو من أهمية التقدم الذي أشارت إليه كييف، قائلة إن قواتها صدت هجمات القوات الأوكرانية على بلدتي باخموت وسوليدار الخاضعتين للسيطرة الروسية في دونيتسك، وكذلك في جنوب شرق مدينة زابوريجيا، عاصمة المقاطعة التي تقع ضمنها محطة نووية.
وتعليقًا على المعركة، قال معهد دراسة الحرب، ومقره الولايات المتحدة، إن القوات الأوكرانية أحرزت تقدمًا في دونيتسك وزابورجيا، مُشيرًا إلى أن المصادر الروسية أكدت التقدم لكنها حاولت التقليل من أهميته.
قال محللون إن العملية العسكرية الأوكرانية الحالية قد تهدف إلى اختبار القدرات الدفاعية الروسية، مُشيرين إلى أنه بالنظر إلى التفوق العددي والجوي للجيش الروسي، فإن مهمة إعادة السيطرة على المناطق التي استولت عليها روسيا في شرق وجنوب أوكرانيا ستكون صعبة وستستغرق شهورًا، بالأخص مع التحصينات التي تم بناؤها بمرور الوقت.
وفي تطور آخر على الأرض، قال الجيش الأوكراني إن دفاعاته الجوية ردت على هجوم بطائرة مُسيرة روسية على كييف فجر اليوم الثلاثاء.
حزمة دعم سياسي وعسكري
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الاثنين، أن الولايات المتحدة مصممة على زيادة دعمها لأوكرانيا.
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي بواشنطن، أنه من المُتوقع تقديم حزمة دعم سياسي وعسكري في القمة المقبلة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فيلنيوس، بليتوانيا، التي ستعقد يومي 11 و12 يوليو المقبل.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن الهجمات المُضادة الأوكرانية الرئيسية لم تبدأ بعد، وقال إن أي اتفاق سلام لأوكرانيا يجب أن يحترم ميثاق الأمم المتحدة، بما يعني احترام سيادة وسلامة أراضي الدول، مُؤكدًا أن مثل هذا السلام لا ينبغي أن يسمح لروسيا بأخذ قسط من الراحة بعد ستة أشهر أو عام أو عامين لاستئناف الهجوم.
أوروبا فعلت كل ما في وسعها
ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في باريس بمؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس البولندي أندريه دودا، إن الدول الثلاث فعلت كل ما في وسعها لمساعدة أوكرانيا على القتال.
وأضاف "ماكرون" أن إمدادات الذخيرة والأسلحة والمركبات زادت وستستمر خلال الأيام والأسابيع المقبلة، مُضيفًا أن الهجوم المُضاد الأوكراني بدأ وسيستمر لأسابيع وحتى شهور، ويعتقد أن الهجوم تم التحضير له بعناية وبشكل منهجي.
إفريقيا تدعم السلام
على الصعيد الدبلوماسي، قال رئيس جمهورية الكونغو، دينيس ساسو نجيسو، في مؤتمر صحفي عقد في أبيدجان، إن إفريقيا لا يُمكن أن تظل صامتة بشأن الحرب في أوكرانيا، وذلك قبيل أيام من مبادرة وساطة يقودها عدد من القادة الأفارقة بين كل من كييف وموسكو.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية كونغولية، قولها إنه بالإضافة إلى الرئيس الكونغولي، سيضم الوفد الإفريقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس السنغالي ماكي سال، وكذلك الأوغندي يوري موسيفيني، بالإضافة إلى الزامبي هاكيندي هيشيليما، وأيضًا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي رئيس جزر القمر، غزالي عثماني.
وقال الرئيس الكونغولي في مؤتمر صحفي إن الوفد الإفريقي سيوجه "رسالة سلام أو على الأقل رسالة مصالحة"؛ من أجل "توعية المتحاربين بخطورة المعاناة التي تسببها هذه الحرب للشعوب الضعيفة في العالم، والإفريقية على وجه الخصوص".
وبحسب وكالة "فرانس برس"، من المُقرر أن يزور وفد الوساطة الإفريقي كييف الجمعة المقبل؛ للقاء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ثم يتوجه صوب موسكو السبت المقبل للقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.