اكتشفت السوبرانو المغربية سميرة القادري -الباحثة المتخصصة في الفن- موهبتها وتمتعها بصوت قوي منذ الصغر، لتعمل على تنميتها بالمعرفة، وتسير على نهج المطربة اللبنانية فيروز، إذ التحقت بالمدرسة الرحبانية التي سبق أن درست بها "جارة القمر"، ثم استكملت دراستها بمعهد الفن المسرحي، وهو ما مكّنها من وضع بصمة خاصة لها بأعمال فنية مميزة.
نمت موهبة سميرة القادري في عائلة متشبعة بالفن، إذ انتهجت الطريقة القادرية الشرقاوية، الشهيرة بقصائدها الصوفية النسائية، ثم أصقلت موهبتها بدراسة الفن المسرحي، ويعود نجاحها إلى اكتشافها عدة نظريات وأبحاث جديدة في تاريخ الموسيقى عُرفت بها في العالم، كما أشرفت على العديد من المحترفات التكوينية في الموسيقى الإيبيرية، وأيضًا مشاركاتها العديدة في إلقاء محاضرات في دول عريبة وأوروبية.
كشفت سميرة القادري، في مداخلة لبرنامج صباح جديد على شاشة "القاهرة الإخبارية"، عن محطات مشوارها الفني وحبها لهذا النوع من الفن، ومتى اكتشفت قوة صوتها فيه، قائلة: "السوبرانو كما هو متعارف عليه ليس فقط طبقة صوتية أو لقب، لكنه تخصص في الغناء الأوبرالي، وقد نشأت وسط أسرة متشبعة بالفن الذي أعشقه، واكتشفت ذلك منذ الصغر خاصة أنني بدأت بالمدرسة الرحبانية، وهي مدرسة تتقاسم فيها الموسيقى الشرقية والغربية، كل هذه الأشياء مكنتني من اختياري هذا النوع من الفن".
وتابعت: "بعد مرور العمر وجدت نفسي في هذا النوع من الغناء ودرسته، لأن له قواعده ومنهجه العلمي، وبجانب تكويني المسرحي اخترت التخصص في المسرح الغنائي، وهناك من شجعني كثيرًا على اختيار الغناء باللون الأوبرالي، وهي الراحلة صفية التيجاني، أول مغنية أوبرالية مغربية، والتي احتضنتني على مستوى الغناء، وكرّست كل وقتها في تعليمي كل مناهج وقواعد الغناء الأوبرالي".
لم تكتف سميرة القادري بالغناء على خشبة المسرح فقط، بل لديها مشروعها الخاص في تطوير اللغة العربية في قوالب عالمية مرتبط بالموسيقار الراحل الكبير مصطفى عائشة الرحماني، إذ قالت: "كانت تجربتي الأولى أنني طرحت أسئلة كثيرة، اللغة العربية بسلاستها وحروفها وأناقتها التي تختلف بالقطع عن الحروف اللاتينية، فقررت أن تصبح هذه اللغة مُصاغة في قوالب عالمية، وعندما أقول قوالب، أقصد ذلك الغناء الأوبرالي والمسرحي، واتخذ هذا المشروع في البداية أكثر من عامين".