في ظل عمليتها العسكرية على أوكرانيا، التي انطلقت منذ 439 يومًا، تحتفل اليوم الثلاثاء 9 مايو، دولة روسيا الاتحادية بالذكرى الثامنة والسبعين للنصر على النازية، إذ سيُقام في الساحة الحمراء، عرض عسكري مهيب في وجود الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى حلفاء من خمس دول تربطها بالكرملين علاقات وثيقة، وهم رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، ورئيس طاجيكستان، إمام علي رحمان، ورئيس قيرغيزستان، صدير جاباروف، ورئيس أوزبكستان، شوكت ميرزيوييف، ورئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، كما وصل رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، في زيارة عمل لروسيا في اليوم السابق.
من المتوقع أن يشارك في الاحتفالات أكثر من 10000 شخص و125 وحدة من الأسلحة والمعدات العسكرية في موكب النصر في الميدان الأحمر.
بشكل عام، كما قال وزير الدفاع سيرجي شويجو، خلال اجتماع وزارة الدفاع، ستقام المسيرات في 28 مدينة روسية بمشاركة 55 ألف جندي، بحسب وكالة "تاس" للأنباء.
في العام الماضي، تم الاحتفال بيوم النصر دون مشاركة زعماء أجانب، إذ أوضح الكرملين أنهم لم يرسلوا دعوات؛ لأن التاريخ لم يكن يسمح لذلك، إذ كانت الاحتفالات في خضم الحرب.
لم يتم الإعلان عن برنامج العرض هذه المرة، لكن دميتري بيسكوف، المُتحدث باسم الرئاسة الروسية قال إنه سيمضي قدمًا دون أي تغيرات، على الرغم من الهجمات الأخيرة بطائرات بدون طيار على الكرملين.
وقال "بيسكوف": "يجري التحضير لاستعراض عادي، هذا كل ما يمكنني قوله، سيتحدث الرئيس كما يحدث عادة."
وقال لاحقًا إن "بوتين" ورؤساء الدول المدعوين سيضعون أكاليل الزهور معًا في قبر الجندي المجهول، بعد موكب النصر الساعة العاشرة صباحًا ثم يتحدثون خلال مأدبة إفطار غير رسمية.
في ذات الوقت، أصبح الحادث الذي وقع في 3 مايو؛ سببًا لاتخاذ إجراءات أمنية إضافية حلال الفعاليات المخصصة ليوم النصر، إذ أفادت إدارة الرئاسة بأن محاولة مهاجمة الكرملين بدأها "نظام كييف" واعتبرتها، من بين أمور أخرى، "عملًا إرهابيًا مخططًا ومحاولة" ضد "بوتين".
وفي حديثه عن الإجراءات الأمنية الإضافية، أضاف بيسكوف: "عندما يتعلق الأمر بوجود ضيوف أجانب، وعندما يتعلق الأمر بحضور رئيس دولتنا، فإن كل ما يقتضيه القانون يتم القيام به".
وأضاف أن ما حدث "يلزمنا بأن نكون في حالة تأهب، ويؤكد مرة أخرى أن بوتين كان على حق عندما قرر شن عملية عسكرية خاصة".
إلا أن السُلطات ألغت تحليق طائرات؛ مما يعكس تدابير أمنية مشددة لأسباب من بينها هجمات الطائرات المسيرة. وأشارت تقارير أيضًا إلى مشاركة عدد أقل من الجنود والعتاد العسكري في العرض هذا العام؛ لأن الحرب الأوكرانية تستنزف الرجال والعتاد بشدة.
أما فيما يخص الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، والذي بموجبه سيصبح 9 مايو في أوكرانيا يوم أوروبا، بدلًا من تسميته يوم النصر، أعرب الكرملين "نحن مقتنعون أنه في الواقع يوجد الكثير من الناس في أوكرانيا لا يزال هذا يومًا مقدسًا بالنسبة لهم".
وقال "بيسكوف" إن هناك أيضًا قدامى المحاربين الذين شاركوا في الحرب الوطنية العظمى، وهناك أقاربهم وأصدقاؤهم الذين سيظل مقدسًا لهم هذا اليوم وسيظلون مقدسين".
يوم النصر من أهم العطلات الرسمية في روسيا، ويحيي الروس فيه ذكرى التضحيات الكبيرة التي بذلها الاتحاد السوفيتي في أثناء ما يعرف باسم الحرب الوطنية العظمى بين عامي 1941 و1945 والتي راح ضحيتها نحو 27 مليون مواطن.