الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

علي عبد الخالق.. صاحب "أغنية على الممر" الـمهموم بقضايا وطنه

  • مشاركة :
post-title
المخرج علي عبد الخالق

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

سينما تعجب المشاهدين، وموجهة إلى الجمهور بشكل أساسي وليست إلى النقاد، وتلتزم بقضايا المجتمع وهمومه وآلامه.. من هذا التوجه انطلقت أفلام المخرج المصري الراحل علي عبد الخالق، لتكون سبب نجاحها وبقائها في وجدان المشاهدين وأجيال متعاقبة حتى الآن، إذ يعد صاحب "أغنية على الممر" أحد أبرز المخرجين المؤثرين في صناعة السينما المصرية والعربية، وتحمل "فيلموجرافيا" -قائمة أفلام متعلقة ببعض المعايير- مسيرته المهنية عناوين لشرائط سينمائية مميزة، حققت نجاحًا جماهيريًا كما سعى، ونقديًا نظرًا لتميزها.

علي عبد الخالق، الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده الـ79، وُلد عام 1944 وسط عائلة مهتمة بالفن والثقافة، لتؤثر هذه النشأة بشكل كبير في اختياراته الفنية، ومنهجه الذي اتبعه عقب تخرجه في قسم الإخراج بمعهد السينما عام 1966، إذ عمل مساعد مخرج لمدة عامين، قبل أن يخوض تجاربه الخاصة من بوابة السينما التسجيلية، ليصدر أولى أفلامه "رشيد" ومدته 10 دقائق عام 1968، ويتبعه آخر بعنوان "السويس مدينتي"، ثم فيلمًا تعليميًا في قالب روائي مدته 8 دقائق.

فيلم أغنية على الممر
أغنية على الممر

شكّل ما يعرف بجيل الأساتذة عقبة كبيرة أما خروج جيل جديد إلى السينما الروائية الطويلة، خصوصًا أن بداية ظهور علي عبد الخالق تزامنت مع ظروف سياسية صعبة عاشتها مصر، لكن من واقع هذه الملابسات خرجت تجربته الروائية الأولى تحت عنوان "أغنية على الممر"، أحد أبرز الأعمال في تاريخ الموجة الجديدة من السينما المصرية، إذ يُصوّر مجموعة من الجنود المصريين محاصرين عند ممر استراتيجي مهم، ويرفضون التخلي عنه.

وكما حمل الفيلم ملامح تجربة جديدة لمخرجه، تولى بطولته عدد من الممثلين الشباب، أصبحوا نجومًا فيما بعد ومنهم محمود ياسين، صلاح السعدني، صلاح قابيل، أحمد مرعي، ومعهم محمود مرسي، هالة فاخر، وراوية عاشور التي لم تستمر كثيرًا في السينما.

ولتكتمل ملامح حداثة التجربة، اعتمد صناعه على نظام الإنتاج المشترك أي أن الفنانين والفنيين يشاركون بجهودهم ولا يتقاضون أموالًا، لتنقسم الميزانية إلى 70% تتحملها مؤسسة السينما و30% أجور ممثلين يشاركون بها ويحصلون أرباحهم بنسب محددة بعد عرض العمل.

ويعد "أغنية على الممر" أحد أبرز التجارب الفنية للمخرج الراحل، خصوصًا أنه يلخص الكثير من منهجه الفني ودوافعه الخاصة، إذ لم يلجأ إلى الحل الأسهل المتمثل في بوابة الأفلام الكوميدية أو الجريمة التي تحظى بنجاح مضمون إلى حد كبير، بل كان هاجسه تقديم موضوع قريب من الناس، يمسهم بشكل مباشر، وله صدى في كل بيت مصري وقتها، وقال "عبد الخالق" عن ذلك في حوار تليفزيوني قديم: "السينما ليست مثل الفن التشكيلي، فالأخير يعجب صاحبه وبعضًا من محبيه فقط، أما الفن السابع يجب أن يحظى بقبول على نطاق واسع".

فيلم إعدام ميت
الصراع العربي الإسرائيلي

من الإستراتيجية والهمّ ذاته، انطلق علي عبد الخالق عبر 6 شرائط سينمائية في تناول الصراع العربي الإسرائيلي من وجوه عدة، فكما بدأ مسيرته بـ"أغنية على الممر"، صاغ أفلامًا أخرى منها "إعدام ميت" بطولة محمود عبد العزيز، وتناول من خلاله قصة القبض على جاسوس لتعاونه مع العدو، وتكليف ضابط بأن يحل مكانه نظرًا للشبه الكبير بينهما، وأيضًا فيلم "بئر الخيانة" الصادر عام 1987 بطولة نور الشريف، الذي جسّد أيضًا دور "جابر عبد الغفار" جاسوس يعمل لصالح العدو وتطارده المخابرات المصرية.

ونظرًا لإتقان المخرج الراحل صنعة أفلام المخابرات والجاسوسية، حقق "إعدام ميت" و"بئر الخيانة" نجاحًا كبيرًا في السينما وقت عرضهما، يمتد إلى الآن مع العرض التليفزيوني للفيلمين الشهيرين، لكن مقولة عبد الحميد جودة السحار، رئيس مؤسسة السينما في حقبة السبعينيات، إنه "لا يستطيع أحد أن يتوقع نجاح أو فشل أي عمل فني قبل عرضه"، ألقت بجانبها السلبي على تجربته مع "الكافير"، بطولة طارق علام وعزت العلايلي الذي لم يحقق نجاحًا يُذكر، كذلك الأمر بالنسبة لفيلمه "يوم الكرامة" الصادر عام 2004، ليقرر وقتها اعتزال العمل السينمائي والذهاب إلى بوابة الدراما التليفزيونية.

لكن الحنين إلى السينما جعله يعود مرة أخرى بفيلم "ظاظا" بطولة هاني رمزي، الصادر عام 2006، وقال عن هذه التجربة في لقاء تليفزيوني: "تحمست له لأن قصته لم تُعالج من قبل في السينما المصرية، وحقق العمل نجاحًا جماهيريًا كبيرًا"، ليعود مرة أخرى إلى تذوق سعادة نجاح أعمال عديدة في مشواره السينمائي، ومنها "العار" الذي كان بمثابة بوابة تعرف الجمهور العادي على المخرج، وأيضًا أفلام "جري الوحوش"، و"الكيف"، و"شادر السمك"، و"الحب وحده لا يكفي"، و"4 في مهمة رسمية"، و"البيضة والحجر".

المخرج علي عبد الخالق