الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد خسارة الانتخابات.. المعارضة التركية تبحث عن التقارب

  • مشاركة :
post-title
زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو ورئيس حزب التغيير مصطفى ساريجول

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

بعد الخسارة في الانتخابات العامة التي أجريت منتصف مايو الماضي، يبدو أن المعارضة التركية ستتجه إلى ترتيب أوراقها مجددًا، وتبحث عن التقارب لضمان تحقيق أهدافها، بعدما فقدت الأغلبية في البرلمان، ومقعد الرئاسة في جولة الإعادة التي أجريت في 28 مايو الماضي، لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان.

وتصدر تحالف الجمهور (يقوده حزب العدالة والتنمية الحاكم) المكون من 6 أحزاب ذات ميول إسلامية ويمينية محافظة نتائج التصويت بالانتخابات البرلمانية بحصوله على 49.47% من الأصوات ليحصل على 323 مقعدًا بالبرلمان من أصل 600. يليه تحالف الأمة المعارض الرئيسي بـ35.01% أي 212 مقعدًا، وأرجع محللون هذه النسبة إلى أصوات أحزاب المستقبل والديمقراطية والتقدم والحزب الاشتراكي، الذين خاض مرشحوهم الانتخابات تحت قوائم حزب الشعب الجمهوري.

فيما خسر مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 47.8% من الأصوات مقابل نحو 52% للرئيس التركي، الذي أدى اليمين رئيسًا لولاية ثالثة تمتد 5 سنوات، ليصبح أطول رؤساء تركيا بقاءً في السلطة.

وعادت فكرة الاندماج مرة أخرى، في محاولة لإعادة تشكيل صفوف معارضة جديدة قوية، إذ أعلن مصطفى ساريجول، رئيس حزب التغيير التركي، الذي اُنتخب نائبًا لمدينة أرزينجان من قوائم حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البرلمانية في دورتها الـ28 التي أُجريت في 14 مايو الماضي، أن حزبه سوف يندمج مع حزب الشعب الجمهوري، الذي يقوده كليجدار أوغلو زعيم المعارضة، بدعوة من الأخير.

اندماج حزبي التغيير والشعب الجمهوري

وقال "ساريجول"، في بيان عقب اجتماع مجلس الحزب لاتخاذ قرار الاندماج: "نبدأ عهدًا جديدًا مهمًا لحزبنا باسم الديمقراطية والحريات، لم نغير اتجاهنا أو لغتنا للوصول إلى المقعد ولم نتنازل عن مبادئنا، دافعنا عن النظام البرلماني الديمقراطي منذ تأسيس حزبنا، هناك أوقات يتعين على المرء اتخاذ قرارات مهمة، الدول والأحزاب كذلك".

وأضاف: "الأحداث والتطورات تسوق المرء إلى نقطة تحول، كذلك الدول والأحزاب، يأتي عليهم وقت يجب فيه اتخاذ قرارات قد يدخلون التاريخ بها، وبعد الانتخابات، اجتمع مجلس حزبنا ورأينا أن كليجدار أوغلو سيعيد تركيا إلى مسارها الصحيح، كانت هذه الانتخابات مهمة للغاية، وقد حان الوقت لاحتضانها".

وبيّن "ساريجول" أنهم انحازوا إلى "كليجدار أوغلو" بالنظر إلى مستقبل البلاد، قائلًا: "فكرنا في مستقبل بلدنا وانحزنا إلى مرشح المعارضة، الآن هناك حقبة جديدة أمام تركيا".

رغبة زعيم المعارضة 

وقال ساريجول: "ناقش حزبنا طلب كليجدار أوغلو باتحادنا مع حزب الشعب الجمهوري وتم قبوله بأغلبية الأصوات، سنواصل الوقوف إلى جانبه، وسنداوم تطوير ومواصلة جهودنا ونضالنا من أجل الحقوق، ومثل هذه النضالات تتطلب الصبر سيكتب التاريخ القرار الذي تم اتخاذه".

ودافع "ساريجول"عن قرار الاندماج: "بدأت الجهود الحزبين في الاندماج، اتخذت القرار الصحيح الذي سيشيد به المواطنون، أبواب البرلمان مفتوحة لنا جميعًا، وأتمنى مواصلة هذا الاتحاد على المدى البعيد".

يذكر أن رئيس حزب التغيير، كان قياديًا في حزب الشعب الجمهوري وخاض انتخابات لرئاسة الحزب في عام 2005 ضد دينيز بايقال، لكنها انتهت بخسارته.

وفي عام 2014، كان ساريجول مرشحًا عن حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول، وخسر الانتخابات أمام مرشح العدالة والتنمية قدير طوباش، لينشق بعد ذلك عن الشعب الجمهوري ويؤسس حزبًا جديدًا أسماه "التغيير".

الطاولة السداسية.. أكبر محاولات المعارضة لمواجهة أردوغان 

ولا يعد إعلان "ساريجول" اندماج حزبه مع الشعب الجمهوري المحاولة الأولى لمواجهة أحزاب الحكومة، إذ التفت أحزاب المعارضة في محاولة لتوحيد صفوفها أمام الرئيس التركي قبل الانتخابات الأخيرة، واتجهوا لتشكيل ائتلاف تكون من ستة أحزاب تحت اسم "الطاولة السداسية".

وتأسس الائتلاف في فبراير 2022 بهدف خوض انتخابات الرئاسية والبرلمانية أمام أردوغان وتحالف "الجمهور" الذي يضم حزبي العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية، وضم التكتل أحزاب الشعب الجمهوري، والخير، والسعادة، والديمقراطية والتقدم (ديفا)، والمستقبل، والديمقراطي، إلا إنه شهد انقسامًا حول ترشح كليجدار أوغلو للإطاحة بـ"أردوغان"، بناء على فشل زعيم المعارضة في الفوز بأي انتخابات سابقة منذ عام 2002.

وقبل انطلاق السباق الانتخابي بنحو شهرين وتحديدًا في مارس، أعلنت ميرال آكشنار، زعيمة حزب الخير، رفضها لاختيار التحالف كليجدار أوغلو، مرشحًا للمعارضة، وصرحت في خطاب متلفز، بأن اختياره "ناتج عن حسابات صغيرة تتعارض مع مصلحة تركيا العامة"، مضيفة: " فقدت الطاولة السداسية القدرة على تمثيل إرادة الأمة".

ودعت "أكشينار" رئيسيْ بلديتي اسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، العضوين في حزب الشعب الجمهوري إلى الترشح، لما يملكانه من شعبية، الأمر الذي عزز موقف الرئيس التركي في مواجهة المعارضة.

وسوم :تركيا