منذ نحو 43 عامًا، انفصل أعضاء "البيتلز"، إحدى أشهر الفرق الغنائية على مستوى العالم، والتي تتمتع بشعبية كبيرة ممتدة وجمهور كبير، وطيلة هذه الفترة لم يسمع معجبوها أي أغنية لهم، سوى أغنيات فردية لنجومها، حتى فوجئوا بإصدارات جديدة تغزو منصات الأغاني مؤخرًا، لكنّها ظهرت عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي.
عشّاق فرقة الروك الشهيرة استمعوا مؤخرًا إلى أغنيات بأصوات أعضاء الفريق، الحالييّن "بول مكارتني"، "رينجو ستار"، والراحلان "جون لينون" و"جورج هاريسون"، عبر أنظمة محاكاة لأصواتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأصدر منشئ محتوى على موقع "يوتيوب" للفيديوهات، يحمل اسم Dae Lims، العديد من الأغنيات باستخدام أصوات المطربين الأربعة، لكن تدخلت Universal Music Group (UMG) وحذفت بعض هذه المقاطع، مطالبة بحقوق الطبع والنشر.
من بين الأغنيات المحذوفة، جاءت أغنية New أو "جديد" لبول مكارتني، التي صدرت عام 2013، وكانت العنوان الرئيسي لألبومه الجديد، إذ أُعيد تصور الأغنية بمساعدة الذكاء الاصطناعي، كما لو كانت الفرقة بأكملها تؤديها، وأغنية أخرى لجون لينون بعنوان Grow Old With Me.
أبدى عشاق الفريق الغنائي الأشهر عالميًا تأثرهم بسماع الأغاني، خصوصًا من الجيل الذي عاصر نجاحاتهم وعبّر عن آمالهم وطموحاتهم، إذ كتب أحد مستخدمي موقع يوتيوب بعد سماع الأغنية: "تدفقت الدموع عندما جاء دور مكارتني، لقد جعلت رجلًا عجوزًا يبكي.. أنت عبقري".
في عام 1968، سجّل فريق البيتلز جزءًا من أغنية أطلقوا عليها اسم Watching Rainbows "مشاهدة قوس قزح"، لكن لم يتم إصدارها كاملة، لكن قناة على يوتيوب تحمل اسم John Winston Lennon، أصدرت نسخة من الأغنية بتقنية الذكاء الاصطناعي، ليترك أحد المعجبين المتحمسين لفرقة البيتلز تعليقًا: "أغنية يمكننا الاستمتاع بها الآن بشكل مكتمل".
خطر على صناعة الموسيقى
تمتلئ منصات وخدمات بثّ الموسيقى الأخرى بتدفق هائل من أغاني الذكاء الاصطناعي، إذ يزود المطورون خوارزميات التقنية الحديثة بكميات كبيرة من البيانات، بعد دراسة أنماط مختلف الفنانين، والأوتار، ومسارات الفنان، لتُنشأ موسيقى متشابهة الصوت، غالبًا لا يمكن تمييزها من قبل المتابعين أو المعجبين، مما دعا البعض إلى التنبيه بخطورة وتأثير ذلك سلبًا على صناعة الموسيقى والتراث الغنائي.
مطرب ذكاء اصطناعي
في الوسط الموسيقي المصري، أعلن الملحن عمرو مصطفى إطلاق أول مطرب ذكاء اصطناعي، بعد أن واجه اعتراضات في الفترة الماضية بمجرد أن كشف عن نيته إعادة تقديم أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم بالتقنية الحديثة، لكنه اصطدم بحقوق الملكية الفكرية، ليلجأ إلى طريقة أخرى وابتكار صوت غنائي بالذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي أصدر أغنية للمطربة مي فاروق بعنوان "افتكرتك ليه"، ضمن مشروع أطلق عليه مسمى "إحياء التراث".