إنجاز أدبي استطاع أن يحققه الروائي العُماني زهران القاسمي، يضاف إلى الإنجازات العالمية للأدب في السلطنة، وذلك بعد فوز روايته "تغريبة القافر" بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لعام 2023.
تحاكي الرواية البيئة العُمانية وتفاصيلها بصورة إبداعية، وتوثّق حياة الإنسان العُماني ببيئته، والحياة في القرية، وارتباطها بنظام الإفلاج، وهو أسلوب ري قديم يتم استخدامه في القرى العُمانية.
وتحدث "القاسمي"، في مداخلة تليفونية لبرنامج "صباح جديد" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، عن حصوله على جائزة "البوكر" ومسيرته والأدب العُماني بشكل عام، ليأخذ المشاهد معه في رحلة للقرية التي تدور بها أحداث روايته، التي تتنوع شخصياتها بين الواقع والتاريخ والأسطورة، قائلًا: "ليست واقعية بالمعنى، ولكنها تشبه كثيرًا من القرى الموجودة في سلطنة عمان، والتي تعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية في نظام الري والشرب في الحياة اليومية، والرواية تتحدث عن شخصية القافر الذي يستطيع أن يسمع الماء في باطن الأرض، ويستدل عليه، ليساعد الآخرين في الوصول إليه".
ويظهر ابن القرية زهران القاسمي الكثير من التفاصيل عنها وكل حيثياتها، وعن ذلك يقول: "القرية العُمانية تمثل كل المحيط العُماني الموجود، أنا ابن القرية وأعلم جيدًا تفاصيل المكان من قبل وكل حيثياته، وبالتالي استعنت بتلك التفاصيل التي أعرفها في كتابة العمل الأدبي، ولأنني أهتم بالتفاصيل كثيرًا أحببت أن أكوّن بيئة العمل في جميع أعمالي، لما لها من خصوصية كبيرة وألا تخرج عن هذه القرية".
"لكن الماء يدرك طريقه دومًا، ودومًا ما يوجد طريق يعبره الماء"، بهذه الكلمات استلهم "القاسمي" فكرة شخصية سالم بن عبد الله القافر، قائلًا: "الماء له أهمية كبيرة في كل الحضارات وجميع العالم، ونحن أيضًا في عُمان نعي أهمية الماء، لأننا نقع في منطقة شبه صحراوية، وسقوط الأمطار بها ليس موسميًا ولكن في فترات متباعدة، وتنقطع الأمطار لسنوات وبالتالي يحدث الجفاف، وبسبب ندرة الماء يموت الكثير من سكان القرى والحيوانات، ويرحل سكانها إلى أماكن أخرى، وأحببت من خلال روايتي أن ألفت نظر العالم إلى نظام الإفلاج المُعقد في عُمان، إذ لا يوجد هذا النظام في كثير من الدول مثل وجوده في هذه المنطقة".
وتابع: "جعلت شخصية القافر في الرواية يسمع الماء في باطن الأرض، بتميزه بوجود حاسة سمع قوية".