الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إحياء ذكرى الميلاد.. ظروف قاسية وجوانب خفية لمارلين مونرو

  • مشاركة :
post-title
مارلين مونرو

القاهرة الإخبارية - محمود ترك- نورا سمير

"احترقت شمعتك قبل وقت طويل من قيام أسطورتك".. بهذه الكلمات ودع ألتون جون، الأيقونة الأمريكية مارلين مونرو في أغنيته الشهيرة Candle in the Wind، ليرثي نجمة هوليوود ذائعة الصيت، التي تعد من مواليد شهر يونيو، حيث تستمر حالة الاحتفاء العالمي بذكرى ميلادها على مدار الشهر، والتي حققت صعودا لا مثيل له في السينما الأمريكية وشهرة عالمية، زُيّنت بوصفها "أيقونة للجمال".

ملامح مارلين مونرو ساعدتها على الانتشار سريعًا في الخمسينيات من القرن الماضي، وأصبحت الممثلة الأعلى مرتبة لمدة عقد من الزمان، وبعد فترة طويلة من وفاتها صنفها معهد الفيلم الأمريكي بأنها سادس أعظم أسطورة شاشة نسائية من العصر الذهبي لهوليوود، كما تتسابق الصحف العالمية في يونيو من كل عام لإحياء ذكرى ميلادها التي تستمر عدة أيام، لتظهر العديد من التقارير الصحفية والبرامج التليفزيونية المختلفة محاولة الكشف عن أسرار في حياتها، 

مسيرة نجمة هوليوود الشهيرة المهنية معروفة إلى حد كبير، حيث ولدت في لوس أنجلوس، وأمضت معظم طفولتها في 12 دار رعاية و5 دور أيتام، قبل أن تتزوج جيمس دوجيرتي في سن الـ16 عامًا، وكانت تعمل في مصنع خلال الحرب العالمية الثانية عندما قابلت مصورًا من وحدة الصور المتحركة الأولى، وبدأت مهنة ناجحة في عرض الأزياء، مما أدى إلى توقيعها عقود أفلام قصيرة، حتى أصبحت ممثلة مشهورة في العديد من الأعمال منها As Young as You Feel وMonkey Business.

ورغم مسيرتها المهنية التي ساعدها فيها جمالها الآخاذ، فإن لدى النجمة الأمريكية جانب آخر في حياتها يكشف عن وجوه كثيرة قد لا نعرفها عنها بعيدًا عن كونها أيقونة للجمال، إذ كانت تتقاضى رواتب منخفضة نسبيًا، بل تلقت الممثلة والمغنية الأمريكية جين راسل أجرًا يقارب نحو 10 أضعاف ما حصلت عليه مارلين مونرو عندما شاركت في بطولة Gentlemen Prefer Blondes، وتقاضت عن فيلمها الأخير غير المكتمل Something's Got to Give راتبًا قدره 100 ألف دولار أمريكي فقط، في الوقت الذي حصلت فيه الممثلة البريطانية إليزابيث تايلور على مليون دولار عن دورها في فيلم كليوباترا، والمفارقة أن عوائد ممتلكاتها تصل اليوم إلى نحو 5 ملايين دولار أمريكي سنويًا.

ورغم من أعمالها الناجحة التي تجني ملايين الدولارات حتى الآن بعد وفاتها، لم تُرشح لجائزة الأوسكار نهائيًا، لكنها حصلت على جائزة Oomph Girl في Emerson Junior High عام 1941، وتُوِّجت بقلب أول ملكة للخرشوف لكاستروفيل عام 1948، وكان Miss Cheesecake من مجلة Stars and Stripes عام 1950.

وبعيدًا عن مهنة التمثيل، تعد مارلين المرأة الثانية التي ترأس شركة الإنتاج الخاصة بها، بعد ماري بيكفورد صاحبة المركز الأول، إذ أسست شركة "مارلين مونرو للإنتاج" عام 1955 مع المصور ميلتون جرين، وأنتجت فيلمًا واحدًا فقط The Prince and the Showgirl.

قراءة الكتب

الجمال والثقافة اجتمعا لدى نجمة هوليوود رغم الاعتقاد الخاطئ دون أساس أن ثقافة المرأة تتناسب عكسيًا مع جمالها، إذ كان لدى مارلين مونرو جانب آخر في حياتها الشخصية لم يعرفه الكثيرون عنها، وهي أنها كانت عاشقة لقراءة الكتب وامتلكت في بيتها مكتبة خاصة تضم نحو 400 كتاب في شتى التخصصات، مثل الأدب والشعر، والفلسفة، ويقال إنها كانت تجلس يوميًا تقرأ الكتب وتنظُم الشعر.

واللافت للنظر أن النجمة التي وُلدت باسم نورما جين عندما قابلت زوجها السابق آرثر ميلر للمرة الأولى، ظلّت تتحدث معه عن مسرحيات أنطون تشيخوف (الكاتب الروسي)، وعن رؤيتها الخاصة في شخصياته وكتاباته، ليتعجب ميلر قائلًا: "من أين أتيت بهذه المعلومات ومن الذي ساعدك على حفظها؟، بحسب ما ذكره ميلر نفسه عن لقائهما، وكانت أشهر الكتب التي كانت تقرأها Harper Lee's To Kill a Mockingbird وCaptain Newman MD، وهي رواية من تأليف ليو روستن، تستند إلى حياة الطبيب النفسي لـ"مونرو"، رالف جرينسون.

ولم يكن الكاتب آرثر ميلر فقط من وقع في غرام مارلين مونرو، إذ أفادت تقارير صحفية بأنه وقع في حبها 32 كاتبًا، منهم الفيلسوف والروائي جان بول سارتر، وطلب منها أن تجسد دور مريضة نفسية في فيلم Freud، الذي كتب له المسودة الأولى من السيناريو، ووصفها ذات مرة بأنها مثل "الضوء الذي يحيط به، وتثيره تناقضاتها وغموضها"، كما أحبها أيضًا الكاتب الأمريكي ترومان كابوتي، وأرادها كخيار أول للمشاركة في Holly Golightly in Breakfast at Tiffany's.

ظروف مارلين مونرو الصعبة في بداية حياتها، كانت لا تنبئ بأنها ستصبح نجمة شهيرة، حيث تربت في عدد من الملاجئ ودور الأيتام بسبب مرض والدتها النفسي، وادعا رجلان أبوتها، وهما على فراش الموت، أولهما سي ستانلي جيفورد، التي اعتقدت كل من مارلين ووالدتها أنه والدها، والثاني إدوارد مورتنسن، الذي كان متزوجًا من والدتها وقت ولادتها، وكل هذه الصعوبات سببت لها مشكلة في النطق وطريقة الكلام، لكنها أصبحت فيما بعد امرأة ذكية وواعية.

رياضية وطاهية ماهرة

كانت مارلين مونرو رياضية، وتدربت على رفع الأثقال مع بطل أولمبي سابق يُدعى هوارد كورينجتون، وذهبت لاحقًا إلى ركوب الأمواج مع صديقها تومي زان، وكانت من أوائل المتحمسين لليوجا، وتدربت على يد إندرا ديفي، نجمة أفلام بوليوود السويدية-الروسية، التي دربت أيضًا جريتا جاربو وجلوريا سوانسون.

كما أن النجمة الأمريكية اللامعة كانت طاهية ماهرة ومشهورة بأطعمتها المميزة، وعندما حاول الكتّاب في صحيفة نيويورك تايمز إعداد وصفتها، فوجئوا باكتشاف أنها معقدة للغاية، إذ استغرق الأمر ساعتين للانتهاء.

وفي الوقت الذي يتباهي فيه النجوم بامتلاكهم منازل عدة، كانت مارلين مونرو لا تمتلك إلا منزلًا واحدًا فقط، وهو الذي ماتت فيه "فيفث هيلينا درايف"، وعلى الرغم من أنها غنّت للألماس في Diamonds are a Girl's Best Friend، لم تكن مارلين تمتلك الكثير من المجوهرات باهظة الثمن، وكانت أغلب مجوهراتها مقلدة ومزيفة.

وفاة مارلين مونرو

تبقى وفاة مارلين مونرو لغزًا محيرًا، إذ اُعتبرت "انتحارًا محتملًا"، لكن اختبارات السموم أجريت فقط على الكبد، وعندما حاول نائب الطبيب الشرعي، الحصول على أعضائها الأخرى للاختبار، قيل له إنها دُمرت، وشهدت جنازتها شغبًا كبيرًا، إذ اندفع المئات من معجبيها إلى مقبرتها ليسرقوا الزهور التي وضعت لها.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" زاد عدد حالات الانتحار في نيويورك بعد أسبوع من وفاتها، وبلغ مستوى قياسيًا بـ12 حالة في يوم واحد، وترك أحد الضحايا الانتحاريين ملاحظة تقول: "إذا كان أجمل شيء في العالم ليس لديه ما يعيش من أجله، فلا يجب أن أكون كذلك".

ويبدو أن من يعرف مارلين مونرو لا يستطيع نسيانها أيضًا، إذ ظل أحد أزواجها لاعب البسيبول الشهير جو ديماجيو يزور قبرها 3 مرات في الأسبوع لمدة 20 عامًا، ليضع الورود عليه.