الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عمر خيرت.. الموسيقار الذي حرر البيانو من الكلاسيكية

  • مشاركة :
post-title
الموسيقار المصري عمر خيرت

القاهرة الإخبارية - محمد عبدالمنعم

"شايل في جيبه وفي قلبه أمل الموسيقى التصويرية".. هكذا قدّم الموسيقار المصري الراحل عمار الشريعي، الموسيقار الكبير عمر خيرت، حينما استضافه في أحد اللقاءات التليفزيونية، وهي في الحقيقة جملة تعبر عن مسيرة هذا العملاق، الذي استطاع أن ينقل آلة البيانو من الكلاسيكية لتكون آلة شعبية، يتهافت عليها الجمهور ليستمتعوا بموسيقاه التي تتوغل في القلوب، تلك المسيرة الحافلة بالأعمال لا يمكن أن يطويها التاريخ دون أن يسجل اسم عمر خيرت الذي يحتفل بعيد ميلاده اليوم بحروف من ذهب.

عمر خيرت المولود في مثل هذا اليوم، عام 1947 في حي السيدة زينب، رصد رحلته من البداية في حوار له مع الموسيقار عمار الشريعي، في محاولة للتعرف على مسيرته عن قرب.

اهتمام بالفن

ينتمي عمر خيرت لأسرة مهتمة بالفن والموسيقى، ويحكي قائلا: "بدأ حبي لهذا العالم في وقت مبكر، منذ كان عمري خمس سنوات، فجدي محمود خيرت كان رسامًا وموسيقيًا وأديبًا، وكان لديه صالون دائم يجتمع فيه نجوم العصر، حتى أن أول لقاء بين أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كان هناك، فهذه هي البيئة التي تواجد فيها أبي وأنا من بعده، وقد كان والدي يحب العزف، على البيانو رغم أنه مهندس معماري وكان ملتزمًا جدًا بالشكل الكلاسيكي.

تغيير

بروح الشباب الباحثة عن التغيير، كان يشعر عمر أن لديه الجديد الذي يريد تقديمه في هذا العالم حيث يقول: "أرسلني عمي لأتعلم البيانو بالكونسرفتوار، ووقتها شعرت أنني أريد تغيير هذا الشكل الكلاسيكي للبيانو، وتعلمت وقتها الدرامز وخضت مجموعة من التجارب الموسيقية ساعدتني، وأثقلتني بالخبرة لأن أتحرر، بعد رحيل عمي الذي كان لا يقبل أن نغير الشكل الكلاسيكي للبيانو.

فاتن حمامة

يروي عمر خلال هذا اللقاء، عن لقائه الأول مع الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، حيث يقول: "كنت متواجدًا في أحد الأماكن، وكانت بين الحضور وعزفت على البيانو، فأعجبت جدًا بما قدمنا وسألتني ماذا تعزف؟، فقلت لها هذه ارتجالات، وفوجئت بعد ذلك بأنها تهاتفني لأعزف الموسيقى التصويرية لفيلم "قطرات الندى"، وحينما طلبت مني هذا لم أكن أصدق نفسي، ولم أعرف ماذا يجب أن أفعل، خاصة أننا لم ندرس موسيقى تصويرية من قبل، ولكنني سرعان ما اندمجت ووصلت للتيمة التي أقدمها.

محمد عبد الوهاب

قدّم عمر خيرت العديد من الأعمال المهمة، التي لا تنسى منها "ليلة القبض على فاطمة، ضمير أبلة حكمت، البخيل وأنا"، وقدم أيضا ألبومي وهابيات وهي مجموعة من الأعمال التي أعاد توزيعها للموسيقار محمد عبد الوهاب، ويحكي عن كواليس هذه الأعمال قائلا: "الفنان على رضا قال للموسيقار الراحل إن هناك شابًا يدعى عمر خيرت، وحكى له عني وعن أسرتي، فطلب أن يقابلني".

وتابع: "حينما ذهبت إليه كان أول شيء يطلبه هو كاسيت لأنه يريد أن يسمع الموسيقى مثلما تصل للمواطن العادي، وكانت أذنه حساسة جدًا، وبعدها طلب أن أوزع بعض أعماله، ولكن التكلفة كانت مرتفعة، فقال لي اذهب إلى مجدي العمروسي، وسمعت كلامه، وحينما قابلته قال لي، سمعني "هتعمل إيه"، فتعجبت، وبعدها طلبوا مني أن أقدم وهابيات ونفذتها وحينما أرسل الشريط إلى موسيقار الأجيال أعجب به كثيرا، وهذه من الأعمال التي أعتز بها".

الباليه

يحكي عمر خيرت الذي قدّم العديد من الموسيقى المميزة لأفلام مهمة، ومسلسلات ومسرحيات عن فترة تقديمه لموسيقى باليه "العرافة والعطور الساحرة" حيث يقول: "كانت فترة فارقة في حياتي، وتعلمت منها خاصة أن في عروض الباليه أكون مقيدًا بقصة ومضطر أن أخرج الموسيقى لتعبر عن المواقف والحركة الخاصة بالعرض".

تكريم

وجّه الموسيقار عمار الشرعي سؤالًا للموسيقار عمر خيرت، عن رأيه في التكريم للمبدع وهو على قيد الحياة فأجاب: "بيعيّش الفنان"، وبعدها أكمل حديثة قائلا: "التكريم الحقيقي هو ما نحصل عليه من الجمهور في كل حفلة".

في النهاية الموسيقار عمرت خيرت الذي دفع الجمهور للذهاب إلى الأوبرا أو المسارح المختلفة ليسمع موسيقاه، قد حصل على تكريمه الحقيقي في كل حفل يرفع فيه شعار كامل العدد بعد ساعات من طرح التذاكر، فمن سمع موسيقاه يسحر بها، ويبحث عنها دائما.