قالت مجلة "إيكونومست" البريطانية إنه بخلاف ما يعتقده الكثير من خبراء الاقتصاد، فإن القوة الاقتصادية للولايات المتحدة لا تتراجع، ومع وجود نحو 4٪ من سكان العالم في الولايات المتحدة، ينتجون نحو 25٪ من الناتج الإجمالي العالمي، وهي حصة لم تتغير منذ عام 1980، وعند المقارنة، لا يوجد بلد كبير آخر يتشابه مع الولايات المتحدة في عناصر مثل الرخاء الاقتصادي أو الابتكار، كما أنه من غير المرجح أن يتجاوز حجم الاقتصاد الصيني اقتصاد أمريكا بنسبة كبيرة، فالمصدر الرئيسي لقوة أمريكا هو "التدمير الخلاق".
وتابعت المجلة البريطانية أن "التدمير الخلاق"، وهو ابتكار منتجات جديدة تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل أو أسهل، ما يجعل الإصدارات السابقة غير كافية أو قديمة، ويدفع المستهلك لاقتناء الإصدار الجديد والتخلص من القديم، حتى لو كان لا يزال يؤدي وظيفته بكفاءة، إضافة إلى انتهاج سياسة الأسواق المفتوحة في اقتصاد عالمي قائم على قواعد التجارة العالمية، وعلى الرغم من أن بايدن قد يكون محقًا في تعزيز شبكة الأمان الاجتماعي، فإن رؤيته الاقتصادية التي تقودها الدولة قد تؤدي في النهاية إلى تراجع مستويات المعيشة والنفوذ الأمريكي.
علاقات اقتصادية غير مستقرة مع الصين
وأضافت المجلة أن بايدن يتبنى محاولات لخلق نوع من العلاقات المستقرة مع الصين، وبينما يحاول جيك سوليفان، مستشار البيت الأبيض، الجمع بين ضوابط التصدير والتجارة من جهة، وسباق التسلح من جهة أخرى، خلال علاقة متجانسة، يعتقد قادة الصين أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى احتواء الصين، وأضافت المجلة أن الولايات المتحدة قد تصبح أقوى اقتصاديا إذا لم تستمر في وضع ضوابط على التصدير، وفرض التعريفات الجمركية، كما حدث خلال عهد ترامب، وكذلك إذا لم يكن الساسة الأمريكيون يركزون جهودهم على منافسة الصين والتفوق عليها، لأن عدم وجود اتفاق بشأن التجارة بين البلدين يجعل كل شيء أكثر صعوبة، وبصرف النظر عن القواعد الخاصة بالذكاء الاصطناعي، التي بدأ البلدان في تطويرها، لا يوجد لدى أمريكا والصين نظام للتحكم في إنتاج الأسلحة النووية، وقد تتضاعف ترسانة الصين أربع مرات تقريبًا بحلول عام 2035، ما يزيد من الضغوط والتوترات على علاقات البلدين.